مع تصاعد الصراع بين حزب الله وإسرائيل في سبتمبر 2024، يعاني أطفال لبنان بشكل مباشر من آثار الحرب التي تخيم على حياتهم اليومية.
حيث يُعد الأطفال من أكثر الفئات تضررًا من النزاعات المسلحة، حيث يتعرضون لخطر الإصابة الجسدية والنفسية، وفقدان الأمان، والانفصال عن أسرهم، وكذلك المستقبل الذي بات غير مفهوم في ظل استمرار الحرب.
وقد تزايد القصف الجوي والهجمات البرية في مناطق جنوب لبنان بشكل خاص أدى إلى تصاعد معاناة الأطفال في القرى الحدودية، والعديد منهم اضطر للنزوح الداخلي أو حتى اللجوء إلى سوريا.
مع تزايد الضربات الجوية الإسرائيلية، ازداد عدد الإصابات بين الأطفال، حيث يُستهدف المدنيون في العديد من الأحيان في القرى الحدودية، التقارير تشير إلى أن الأطفال يشكلون نسبة كبيرة من الضحايا، نتيجة قربهم من المناطق المستهدفة.
الألاف من الناوحين
والآلاف من العائلات اللبنانية نزحت من مناطقها، خصوصًا في الجنوب، خوفًا من القصف، الأطفال الذين يعيشون في مخيمات النزوح يعانون من نقص في الموارد الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية، ظروفهم المعيشية السيئة في المخيمات تؤدي إلى زيادة انتشار الأمراض وضعف النمو الجسدي والنفسي.
وعبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، “اليونسيف”، عن قلقها العميق بشأن أطفال لبنانيين أجبروا على ترك منازلهم بسب المعارك الدائرة في جنوب البلاد بين حزب الله وإسرائيل، و”الأثر طويل الأمد الذي يتركه العنف على سلامة الأطفال وصحتهم وتعليمهم”.
وقد أدى النزاع إلى اغلاق “أكثر من 70 مدرسة لأبوابها، مما أثّر بشكل كبير على تعليم حوالي 20 ألف طفل، واضطرّ ما لا يقل عن 23 مرفقاً للرعاية الصحيّة إلى التوقف عن تقديم الخدمات إلى أكثر من أربعة آلاف شخص، كما تعرضت تسع محطات مياه، تخدم 100 ألف شخص على الأقل، إلى أضرار جسيمة”.
وتتفاقم هذه المعاناة بسبب الخوف الدائم من القصف المستمر، وعدم الاستقرار النفسي، وفقدان الأمل بالعودة القريبة إلى منازلهم، مما يزيد من حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها هؤلاء النازحون.
وتعيش العائلات النازحة في حالة من القلق الدائم والخوف من المجهول، وتتحمل أعباء كبيرة تتجاوز طاقتها، بين انعدام الاستقرار وانخفاض مستوى الرعاية الصحية، وفي خضم الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على جنوب لبنان، والتي دخلت أسبوعها الثاني، تعيش المنطقة أوضاعاً إنسانية مأساوية تتفاقم مع مرور الوقت.
وقال ممثل اليونيسف في لبنان، إدوارد بيجبيدر، إن “الوضع في الجنوب يفاقم من حدّة الأزمات المتعددة التي تواجهها البلاد منذ العام 2019”.
واعتبر أن “حدّة هذه الأزمات أشدّ وأكبر من قدرة الأطفال على تحمّلها، لذلك، يجب بذل المزيد من الجهود لوقف معاناتهم” داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية الأطفال والمدنيين، مشدداً على ضرورة مضاعفة الجهود “للتأكد من أن كلّ طفل في لبنان يذهب إلى المدرسة ويتعلّم، وأنه في منأى عن الأذى الجسدي والنفسي ولديه الفرصة في النمو والمساهمة بفعالية في المجتمع”.