في ظل التصعيد العسكري المتزايد بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية، شهدت الساحة الدولية تحركات دبلوماسية مكثفة تدعو إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان.
وجاء هذا النداء في إطار جهد مشترك بين الولايات المتحدة، الدول الأوروبية، وعدد من الدول العربية، بهدف تهدئة الأوضاع المتوترة ومنع تفاقم النزاع إلى صراع أوسع يهدد استقرار المنطقة برمتها.
النداء المشترك، الذي صدر عن مسؤولين رفيعي المستوى من واشنطن وعواصم أوروبية وعربية، يعكس المخاوف المتزايدة من أن استمرار الاشتباكات قد يؤدي إلى تصعيد عسكري شامل في الشرق الأوسط، خاصة مع تصاعد وتيرة الهجمات المتبادلة عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل منذ أوائل أكتوبر 2024.
ويهدف هذا النداء إلى توفير فترة هدنة مؤقتة يمكن من خلالها تسهيل جهود الإغاثة الإنسانية وتقديم المساعدات للمدنيين المحاصرين في مناطق الصراع.
وقد أصدرت الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى عدد من الدول الغربية والعربية نداءً مشتركاً للبدء في “وقف مؤقت لإطلاق النار” في لبنان، ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى، أن واشنطن تتوقّع أن يقرّر كل من حزب الله وإسرائيل “في غضون ساعات” ما إذا كانا سيستجيبان لهذا النداء.
وكشف وزير الخارجية الفرنسي جان – نويل بارو، عن مقترح مشترك مع الولايات المتحدة لتطبيق وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا في لبنان، جاء ذلك خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي الأربعاء، لمناقشة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، حيث أدان ممثلو الدول استمرار القصف المتبادل عبر الحدود، والذي قد يؤدي إلى اتساع رقعة التصعيد.
أعلن الوزير الفرنسي، أن مقترح الهدنة سيتم الإعلان عنه “قريبًا”، مشيراً إلى أن الدبلوماسية الفرنسية والأمريكية تراهن على قبول الطرفين لهذا المقترح.
وفي السياق نفسه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن دعمه الكامل لكافة الجهود المبذولة لخفض التصعيد في المنطقة.
واعتبر غوتيريش، أن التصعيد الحالي بين إسرائيل وحزب الله “قد يفتح أبواب الجحيم في لبنان”، داعياً إلى “احترام السيادة اللبنانية” وضمان سيطرة الدولة اللبنانية على جميع الأسلحة في البلاد.
كما حذر من أن تبادل إطلاق النار المكثف على جانبي الخط الأزرق “يهدد حياة المدنيين”.
من جهته، أشار سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إلى أن بلاده تفضل اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية لضمان أمن حدودها الشمالية مع لبنان.
ومع ذلك، أكد أن إسرائيل “ستستخدم كل الوسائل المتاحة” في حال فشل الدبلوماسية في إعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال.
وأضاف دانون، أن الحل الدبلوماسي هو الأفضل للطرفين، لكنه حذر من أن إسرائيل ستتخذ كافة الإجراءات “وفقاً للقانون الدولي” إذا لزم الأمر.
في المقابل، رحب ممثلو الدول الأعضاء في مجلس الأمن بإعلان الوزير الفرنسي، معبرين عن تأييدهم لجهود التهدئة، ودعوا جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد بشكل عاجل.