أزمات عديدة تفتك بالاقتصاد القطري حاليا، لتنتهي أسطورة البلد الأغنى بالنفط، وتهوي تماما، مع تفشي جائحة كورونا المستجد، وتفريغ النظام لخزائن قطر من حكامها لأجل دعم الإرهاب، فضلا عن الفضائح المتلاحقة للدوحة، وآخرها تعرية النساء بمطار حمد الدولي لينهال عليها وابل التنديدات الدولية.
انعكست تلك الفضيحة الدولية الأخيرة على البورصة القطرية لتدفعها نحو السقوط البالغ، فضلا عن أزمة جائحة كورونا، تراجعت مختلف قطاعاتها بشدة، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، وفي صدارتها قطاع البنوك والخدمات المالية لينخفض بنسبة 10.6% على أساس سنوي، أي ما يعادل 16.91 مليار ريال جراء الضغوط على محفظة القروض والتمويل.
وجاء في صدارة البنوك المتضررة، البنك التجاري الذي تراجعت أرباحه بنسبة 22% على أساس سنوي إلى 1.15 مليار ريال، بالإضافة لبنك قطر الأول حيث خسر بنهاية سبتمبر الماضي 221 مليون ريال قطري، وذلك جراء المقاطعة العربية للدوحة بسبب دعمها للإرهاب.
وشهدت البورصة القطرية تراجعا خلال أكتوبر يزيد عن 3%، بسبب المقاطعة العربية، وتفشي فيروس كورونا، وضعف بيئة الأعمال محليا، لتستقر قراءة المؤشر عند 9691.02 نقطة، نزولا من 9990.39 نقطة في سبتمبر، حيث خسرت القيمة السوقية للبورصة ما يصل إلى 22.8 مليار ريال أي ما يعادل 6.26 مليار دولار أميركي، في تعاملات الشهر الماضي، لتستقر القيمة السوقية عند 565 مليار ريال أي 155.3 مليار دولار أميركي، وفقا لبيانات تداولات بورصة قطر.
وبلغت القيمة السوقية للشركات المدرجة وعددها 47 شركة نحو 587.8 مليار ريال قطري أي ما يعادل 161.5 مليار دولار أميركي، حيث خسرت جميعها بشدة في أرباحها خلال الربع الثالث من العام الجاري؛ ما يدل على تدهور الأوضاع الصحية بقطر.
وجاءت في الصدارة بالخسارة في تعاملات أكتوبر الماضي، شركة الألمانية للمستلزمات الطبية بنسبة 25.31%، ثم في المرتبة الثانية كأكثر الشركات هبوطا المتحدة للتنمية بنسبة 20.26%، يليها في المرتبة الثالثة شركة إنماء بنسبة هبوط بلغت 16.13%، ورابعا شركة دلالة للوساطة والاستثمار القابضة بنسبة تراجع بلغت 15.23%، ثم شركة مزايا للتطوير العقاري بنسبة تراجع بلغت 15% وفق البينات الرسمية.
وخلال أكتوبر أيضا، خسرت أسهم 32 شركة من أصل 47 شركة مدرجة، بينما ارتفعت أسهم 15 شركة فقط، بينما لم تسجل أي شركة استقرارا، وتصدر مؤشر جميع أسهم العقارات الهبوط بنسبة بلغت 12.4% إلى 1803.13 نقطة، يليه مؤشر جميع أسهم الصناعة بنسبة تراجع 7.4% إلى 2715.39 نقطة، وذلك بحسب البيانات الرسمية القطرية المعلنة.
وفي الوقت نفسه، تهاوت أسعار النفط في قطر، جراء الانتخابات الأميركية وتفشي كورونا، حيث تراجع خام برنت 1.05 دولار أو ما يعادل 2.6% إلى 39.88 دولار، بعد أن هبط 0.7% في الجلسة السابقة.
وقبل أيام، أكدت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية أن الاقتصاد القطري سجل أسوأ أداء له منذ 2012 على الأقل خلال الربع الثاني من العام الجاري، بسبب إجراءات كورونا، مشيرا إلى توقعات صندوق النقد الدولي أن الناتج المحلي الإجمالي سينخفض بنسبة 4.5% هذا العام، وأن يسجل عجز الموازنة في قطر 7.2% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.