منذ أكثر من 14 عامًا تم انتخاب المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية “محمد بديع” كقائد للجماعة الإرهابية، ليكون حلقة جديدة داخل أروقة الجماعة والمرشد العام الذى صعد بالجماعة الي الهاوية، بعدما أًصبح أغلب أعضاء وعناصر الجماعة يقبعون داخل السجون المصرية، وعلى رأسهم بديع نفسه.
وفي 2010 تم انتخاب بديع مرشد عام للجماعة إلا إن الخلافات الحالية وضعت محمد بديع في أزمة جديدة في ظل غضب عناصر الجماعة بشكل خاص من الشباب نحو التنحي وانتخاب “زعيم” جديد للجماعة الإرهابية.
وهو ما استدعى دعوات نشطاء الجماعة الإرهابية وبشكل خاص الهاربين منهم للخارج، إلى انتخاب مرشد جديد خلفاً لمحمد بديع، المرشد الحالي، الذي يقبع في السجون المصرية، وصدر بحقه حكم بالإعدام في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”أحداث المنصة”.
يأتي ذلك بالتزامن مع حالة الضعف والانقسام التي تعيشها جماعة الإخوان، المدرجة على قوائم الإرهاب في عدد من الدول العربية، والدعوة لاقت رواجًا داخل الإخوان وجرى إرسال تفاصيلها إلى مجموعة من قادة جبهات الإخوان المتناحرة، من بينهم حلمي الجزار رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان- جبهة صلاح عبدالحق، وجمال حشمت القيادي بنفس الجبهة وعضو مجلس الشورى العام، وأمير بسام عضو مجلس الشورى العام، وأسامة سليمان المتحدث باسم جبهة صلاح عبد الحق، ومحمد منتصر ويحيى موسى ممثلا جبهة المكتب العام بالخارج، وعادل راشد القيادي بالجماعة ورئيس جمعية المصريين بتركيا، فضلاً عن الإعلاميين العاملين في قنوات الجماعة ومنهم حمزة زوبع، ومحمد ناصر، ومعتز مطر وغيرهم.
انتخاب مرشد جديد للجماعة سيكون بدوره محاولة من أعضاء الجماعة لإنقاذ ما تبقي من الجماعة ودورها في المنشأ “مصر”، حيث منذ عام 1928 ومع تواجد الجماعة بات الوضع الحالي للجماعة هو الأصعب على مر العصور في انشقافات وازمات داخلية، ومن ثم البحث عن ملاذ آمن للجماعة التي بدورها مطروده من أغلب الدول التي لجأت إليها.
ينص مقترح انتخاب مرشد جديد للإخوان على دعوة جبهات الجماعة الثلاث جبهة صلاح عبدالحق “لندن”، وجبهة محمود حسين “إسطنبول”، وجبهة المكتب العام/ تيار التغيير، بجانب المجموعة المحسوبة على أحمد عبدالرحمن، رئيس مكتب إدارة الأزمة بالخارج سابقًا، الذي كان جزءًا من جبهة المكتب العام لكنه انفصل عنها في وقت سابق، للاجتماع والاتفاق على صيغة تنفيذية وخطة زمنية محددة لانتخاب مرشد عام جديد لجماعة الإخوان خلفًا لمحمد بديع.
ويرفض أصحاب الدعوة المشروعات التي تطرح من أجل تطوير الجماعة دون وجود مرشد لها ومنها مشروع فصل الجناح الدعوي عن الجناح السياسي الذي طرح من قبل في سياقات عديدة.
ويعلل أصحاب الدعوة لانتخاب مرشد جديد للإخوان تبنيهم هذا المقترح بأنه رغبة في إنهاء أزمات الجماعة المختلفة بما فيها أزمة الانقسام الداخلي، وأزمة سجناء الجماعة في مصر، موضحين أن المرشد الحالي محمد بديع قيد السجن ولا يؤدي الأدوار المنوطة به، كما أن انتخاب مرشد جديد من شأنه أن يساعد الجماعة في التفاوض مع خصومها وأن يسهل الوصول إلى صفقة يتم بموجبها الإفراج عن سجناء الجماعة، على حد قولهم.
ويقول الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية سامح عيد: إن محمد بديع على الورق هو المرشد الأسوأ في تاريخ الجماعة الإرهابية وأضاع حلمهم بالوصول للحكم بعد سنة سوداء حكموا بها مصر وأظهروا نياتهم سريعاً وتحويل البلاد بشكل طائفي، والان اغلب قيادات الجماعة موجودة داخل السجون المصرية في انتظار تنفيذ قرارات الإعدام ولذلك نرى دعوات للمصالحة مع الدولة المصرية والعودة دون العمل السياسي او الدعوى ولكن في نفس الوقت الإدارة المصرية لن توافق على ذلك، ومع ذلك تسعي مجموعات الشباب للبحث عن مستقبل جديد ورؤية جديدة تعود من خلالها.
وأضاف عيد – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، إن محمد بديع منذ تولى منصب المرشد العام لجماعة الإخوان، في يناير 2010، لم ينصاع للشباب، وبالتالي يحاول عناصر الجماعة البحث عن رؤية جديدة بإنتخاب عناصر جديدة قريبة من الشباب ومن المقترح سيكون هناك تغييراً أيضاً في الانتخابات بحيث لا يتم عرض أسماء ذات توجه قديم، والهدف من ذلك ليس بيع القيضة ومحمد بديع بل محاولات منهم لإعادة احياء الجماعة من جديد.