صراع كبير للسيطرة بين الولايات المتحدة والصين، بين معسكر شرقي بدعم من الناتو وبقيادة الولايات المتحدة في مواجهة العملاق الصيني المدعوم بعلاقات جيدة مع روسيا وإيران يفتح أبواب الأزمات في مدى الصراع الشامل الذي قد يضرب العالم في الآونة المقبلة.
سلط التوسع النووي الصيني الضوء على الحالة القديمة للترسانة النووية الأمريكية؛ مما أجبر على إعادة التفكير النقدي في الاستراتيجية النووية الأمريكية وسط احتمال خفض عتبة استخدام الأسلحة النووية بشأن تايوان.
وقد أصدر مركز الأمن الأمريكي الجديد (CNAS) تقريرًا يقول: إن الديناميكيات النووية المتطورة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مدفوعة بالتحديث النووي السريع للصين، تزيد من احتمال استخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية في مثل هذا الصراع.
ويسلط التقرير الضوء على أنه بمجرد بدء التصعيد النووي، قد تحدث تبادلات نووية تكتيكية متبادلة دون أن تؤدي بالضرورة إلى حرب نووية عامة، وهو انحراف كبير عن نماذج الردع في عصر الحرب الباردة.
وتشير نتائج التقرير إلى أن الولايات المتحدة غير مجهزة لإدارة هذا الواقع النووي الجديد، بما في ذلك فيما يتعلق بالعقيدة والقدرات والمفاهيم، كما تؤكد الدراسة على الأهمية الاستراتيجية وضعف حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، مثل اليابان وأستراليا، مما يشير إلى أن الصين قد تستهدف هذه التحالفات لتقويض الردع الأمريكي الموسع.
ويوصي تقرير مركز الأمن القومي الأميركي، بأن تعمل الولايات المتحدة على تحسين طلاقتها النووية بين كبار القادة، وتعزيز الحوار مع الصين وتطوير مفاهيم وقدرات تشغيلية جديدة لدمج الاستراتيجيات التقليدية والنووية بشكل أفضل. كما يدعو إلى التخطيط التفصيلي مع الحلفاء الإقليميين لتعزيز القدرة على الصمود ضد الإكراه النووي الصيني المحتمل.
ويؤكد التقرير أيضًا على الحاجة إلى قيام الولايات المتحدة بتكييف تفكيرها وقدراتها الاستراتيجية لمواجهة التحديات التي يفرضها التوسع النووي الصيني في مسرح المحيطين الهندي والهادئ، تحتفظ الولايات المتحدة بثاني أكبر ترسانة نووية في العالم بـ 5044 رأسًا حربيًا، وتخضع لبرنامج تحديث شامل على الرغم من التخفيض الكبير في الحجم وتجاوز التكاليف.
يقول تقرير نشرة العلماء الذريين: إن الولايات المتحدة تبدو ملتزمة بحدود معاهدة ستارت الجديدة على الرغم من تعليق روسيا، حيث تم الإبلاغ عن 1419 رأسًا حربيًا منتشرًا اعتبارًا من مارس 2023، يحافظ استعراض الوضع النووي لعام 2022 على الحق في نشر الأسلحة النووية في ظل ظروف قاسية ويستمر في خطط التحديث الأمريكية مثل سحب القنبلة الجاذبية B83-1 وإلغاء صاروخ كروز الذي يطلق من البحر (SLCM).
تبني الصين رؤوسًا نووية جديدة بوتيرة سريعة في حين تنشر أنظمة توصيل جديدة، مما قد يؤدي إلى خفض عتبات الاستخدام النووي وتوسيع خياراتها النووية أثناء الصراع مع تايوان.
في تقرير منفصل صدر في يناير 2024 عن نشرة العلماء الذريين، ذكر كريستنسن وآخرون أن ترسانة الصين النووية توسعت بشكل كبير، مما يمثل تحولًا محوريًا في الديناميكيات الاستراتيجية العالمية.