ذات صلة

جمع

محلل سياسي: لبنان يقف على حافة الهاوية.. والصراع المفتوح مع إسرائيل يزيد الأمر تعقيدًا

يشهد الاقتصاد اللبناني انهيارًا غير مسبوق في تاريخه الحديث،...

ما تفاصيل صفقة إسرائيل لـ “الخروج الآمن”؟.. تتضمن مصير السنوار

تتضمن مصير السنوار.. ما تفاصيل صفقة إسرائيل لـ "الخروج...

الحرب النفسية.. تأثير صراع حزب الله وإسرائيل على المواطن اللبناني

الصراع بين حزب الله وإسرائيل يُلقي بظلاله الثقيلة على...

تفجيرات البيجر في لبنان ضربة أخرى لمساعي السلام الأميركية في الشرق الأوسط

بعد الهجوم الدموي الذي شنته قوات الاحتلال على عناصر...

من الغنوشي لصغار الإرهابيين في تونس.. بعد السجن ماذا تبقى من إخوان تونس؟

شهدت تونس عدة منعطفات سياسية حرجة في العشر السنوات الأخيرة منذ اندلاع شرارة الثورة في 2011، والتي بدورها قفذ عليها عناصر الجماعة الإرهابية تحت مسميات حزب النهضة الذراع السياسي لجماعة الاخوان الإرهابية، ولكن في الآونة الأخيرة تحررت تونس من قبضة الجماعة عن طريق صورة شعبية قادها الرئيس التونسي قيس سعيد.

ومع الوقت بات أغلب عناصر جماعة الإخوان الإرهابية وحزب النهضة التونسي في قبضة الأمن بتهم تتعلق بالإرهاب، بداية من رأس الجماعة “راشد الغنوشي”، وصولاً إلى عناصر وقادة الجماعة الإرهابية، وعقب أكثر من نصف قرن من النشاط الدعوي والتنظيمي والسياسي العلني والسري، تجد حركة النهضة الإخوانية نفسها مهددة بالاضمحلال.

حيث تم سجن أبرز قادتها والانسحابات التي طالت عددًا آخر إما لتأسيس أحزاب أو يأسا من التغيير من داخل الحركة، والبعض الآخر من باب إيثار السلامة وتجنب الصدام مع الدولة وتكرار تجربة 1990 – 1991.

الحركة لم تعد تمتلك حضورًا دعويا ولا فقهيا في الشارع التونسي. لا يعرف لها خطيب لديه شعبية كبيرة أو يعتبر مرجعا فقهيا وإن كان أغلب الأئمة في المساجد يتبعونها ويوالونها، ولكنه ولاء تنظيمي كمّي وليس ولاء فكريا.وذكرت الصحيفة أن حركة النهضة أقل الحركات الإسلامية إنتاجا فكريا لقادتها. باستثناء رئيس الحركة راشد الغنوشي، الذي انشغل بمواضيع الديمقراطية و”تعصير” الإسلام لإقناع الغرب بفكرة نشوء أحزاب إسلامية على شاكلة الأحزاب المسيحية المحافظة في أوروبا، فلا توجد كتابات واضحة للإسلاميين.

واعتبرت أن غياب الغنوشي وبدرجة أقل نائبه علي العريض يربك أداء النهضة سياسيا وحزبيا، خاصة بعد انسحاب عبدالفتاح مورو من المشهد تحت تأثير غياب الدعم الكافي له في الانتخابات الرئاسية.

يضاف إلى ذلك غياب قيادات الصف الثاني إما بالسجن مثل عبدالكريم الهاروني والعجمي الوريمي أو بالاستقالة وتأسيس حزب مثل عبداللطيف المكي وسمير ديلو، أو الانسحاب في صمت لقيادات أخرى كان لها حضور حركي في ما بعد مثل لطفي زيتون 2011.

كل هذا يفقد النهضة إحدى نقاط قوتها، وهي الحضور السياسي والإعلامي وإدارة الصراعات والحرص على إظهار الحركة كحزب يؤمن بالديمقراطية والتداول على السلطة، وخاصة القدرة على ربط التحالفات، وهذا أمر يتقنه قادة الصف الأول ممّن أمكن لهم قبل 2011 وبعدها بناء علاقات حزبية وأحيانا شخصية مع مكونات مختلفة بما في ذلك مع الدولة العميقة.

حركة النهضة تراجعت سياسيا حتى وإن كلفت وجها جديدا للتحدث باسمها فسيكتفي بتسجيل الحضور والإيحاء بأن الحركة ما تزال مفتاحا في المشهد. هي الآن تعيش مشهد ما بعد مواجهة 1990 – 1991 مع بن علي حين اكتفت بإدارة ملفات التنظيم الداخلي.

ومن الصعب أن تتخذ قرارا بعقد مؤتمر أو انتخاب قيادة جديدة ضمن صيغة توافقية، فلم يعد لها من القيادات من يقدر على ملء الفراغ والحضور في الواجهة بكاريزما كتلك التي يمتلكها الأمين العام الحالي الوريمي وقدرتها على الطمأنة ومد الجسور مع الآخر.

النهضة لا تمتلك مرشحها الخاص في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السادس من أكتوبر القادم ليس تعففا، ولكن لغياب المرشح الذي يكون في حجم ووزن عبدالفتاح مورو الذي قدمته في انتخابات 2019 قبل أن تتخلى عنه لصالح فكرة إنجاح شخصية من خارج الحركة حتى لا تتهم النهضة بالسيطرة على السلطة.

وتقول الإعلامية التونسية، سعاد محمد، إن وجدت حركة النهضة الإرهابية نفسها، بعد عشرية سوداء كانت فيها طرفًا رئيسا وأساسيا في الحكم، في عزلة سياسية ومحل ارتياب متصاعد من طرف أجهزة ومؤسسات الدولة، وأمام تصاعد لوتيرة رفض مجتمعي، وذلك بسبب الفشل الكبير في الحكم، والشيطنة التي صاحبتها داخل مؤسسات الحكم خاصة البرلمان، ومن قبل النخب وقطاعات واسعة في المجتمع، وهي حالة مستجدة الآن وهنا، إذ ستكون محددة في التفكير في مكانة الجماعة ودورها في المستقبل.

spot_img