كشفت تسريبات جديدة أن حزب الله غير في استراتيجيته العسكرية خلال الحرب مع إسرائيل، حيث يتبادلان إطلاق النار تزامنا مع الحرب في غزة، ما يمثل أسوأ صراع عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ عام 2006، حيث يثير مخاوف كبيرة من توسع القتال في المنطقة.
كما يستعد حزب الله وإسرائيل يستعدان بشكل متبادل لأي سيناريو تصعيدي في المنطقة التي تهتز أرضها منذ بدء الحرب في قطاع غزة.
ويتزامن ذلك مع تطورات أخرى عديدة تشير جميعها لجدية وخطورة الأوضاع، حيث قالت وسائل إعلام لبنانية مقربة من حزب الله: إن بيروت تلقت في الأيام الماضية رسائل دبلوماسية تتضمن تهديداً بضربة إسرائيلية وشيكة. وكشفت مصادر بارزة أن أغلب الموفدين الدوليين نقلوا تخوفهم من جدية التهديد الإسرائيلي، فيما حدد الجانب البريطاني موعدًا للضربة وهو منتصف الشهر الجاري.
وقالت صحيفة “جورزاليم بوست” نقلا عن مركز “ألما” للأبحاث والتعليم: إن شهر مايو 2024 كان الشهر الذي شهد “أعلى كثافة لهجمات حزب الله ضد إسرائيلمنذ أكتوبر 2023”.
وأوضح تقرير “ألما” أدلة واضحة حصل عليها من تسريبات حديثة تكشف كيفية تغيير حزب الله لتكتيكاته، حيث قال: “خلال شهر مايو 2024، نفذ حزب الله 325 هجوما، وكان متوسط الهجمات اليومي 10 هجمات في اليوم، بينما في أبريل، نفذ حزب الله 238 هجومًا بمعدل 7.8 هجوما في اليوم”.
وأضاف التقرير: “من حيث تحليل الأسلحة التي يستخدمها حزب الله، كان هناك في مايو 2024 زيادة كبيرة في عدد الحوادث في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار، ضعف ما كان عليه في أبريل 2024”.
وتُعتبر الصواريخ المضادة للدبابات أحد الأسلحة الرئيسية في ترسانة حزب الله، حيث قال “ألما”: إن هناك 95 حادثة في شهر مايو، مقارنة بـ 50 حادثة في شهر أبريل، حيث زاد حزب الله بسرعة من تهديداته بالطائرات بدون طيار، حيث استخدمها خلال الأسبوع الماضي لاستهداف نهاريا والجولان.
وذكرت الأدلة أنه: “كان هناك 85 تسللا لطائرات بدون طيار إلى الأراضي الإسرائيلية في مايو 2024، مقارنة بـ 42 في أبريل، و24 في مارس، و7 في فبراير 2024”.
كما أن: “منذ بداية القتال في الشمال، في 8 أكتوبر 2023، وحتى 31 مايو 2024، نفذ حزب الله 1964 هجوما على الحدود الشمالية، 46 بالمئة من هذه الهجمات نُفذت ضد البنية التحتية المدنية والمناطق المدنية”.
وتشهد جبهة جنوب لبنان وشمال إسرائيل تطورات ميدانية متسارعة خلال الأيام الأخيرة، حيث قصف الجيش الإسرائيلي الجنوب اللبناني واستهدف أعضاء بحزب الله، بينما كثف الأخير هجماته بالمسيرات على قرى في الشمال الإسرائيلي؛ مما أدى إلى اشتعال نيران في الغابات.
ويتزامن ذلك مع اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي بطلب من الوزير بالمجلس بني غانتس لبحث ملف لبنان مع تصعيد متواصل والتوتر الذي واصل مستويات غير مسبوقة بين إسرائيل وحزب الله.