استخدام القضية الفلسطينية لمصلحة جماعة ما بعينها دون النظر إلى أعداد القتلى أو ما يحدث من انهيار اقترب على مائة عام، ضاعت فيه أحلام الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيه، كون هناك جماعات تتاجر بالقضية وتنهب ما يحتاجه الشعب الفلسطيني، وذلك عن طريق التجارة بالدين.
وشعار جماعة الإخوان الإرهابية “ع القدس رايحين شهداء بالملايين”، وهتافاتها عن المسجد الأقصى، من منا يمكن أن ينسى حملات التبرعات التي قادتها الجماعة على مدار التاريخ تحت اسم “دعم القضية الفلسطينية”، وكيف تقوم اللجان الإلكترونية بتشويه دور الدولة المصرية الذى تقوم به لمؤازرة الشعب الفلسطيني، والهدف ثابت هو التجارة فقط بأرواح الشعب الفلسطيني.
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغ، في منتصف يناير الماضي، أقر في تصريحات لقناة الجزيرة، بأن الدور الهام للاتحاد أصدر مجموعة من البيانات، وكذلك فتاوى مؤثرة، وخاصة الفتوى الجامعة التي تم إصدارها بوجوب الدفاع والحماية والوقاية وبذل كل الجهود ووجوب المقاومة، و وجوب كل في مكانه من الحكام من حيث قدراتهم السياسية والعسكرية والاقتصادية، والشعوب أيضًا، كذلك تحدث الرجل عن عدة مشاريع إغاثية كبرى لنصرة أهل غزة، وقدرها بحمولة 100 سفينة إغاثة، ولكن حتى الآن وبعد 6 أشهر مرت على الحوار الذي أجراه لم يقم الاتحاد بمساعدة أهالي قطاع غزة ولو بقشة، على الرغم من التصريحات الإعلامية الكبرى لدعم فلسطين والقضية الفلسطينية.
بينما في شهادة محمود عبد الحليم، عضو الهيئة التأسيسية للتنظيم وأول مؤرخ لتاريخ الجماعة، كشف كيف كانت جماعة الإخوان تجمع الأموال تحت اسم دعم القضية الفلسطينية، ولكن التنظيم كان يحصل على هذه التبرعات لحسابه، في كتابه “الإخوان المسلمون: أحداث صنعت التاريخ” يقول: “النقود التي كنا نجمعها لفلسطين من المساجد والمقاهي والبارات لم يكن القصد من جمعها إعانة إخواننا المجاهدين الفلسطينيين بها، فهم كانوا من هذه الناحية في غير حاجة إليها، لأنّ أغنياء أهل فلسطين من التجار كانوا من وراء هؤلاء المجاهدين”.
وأضاف قائلًا: “كان جمعنا لهذه التبرعات أسلوبًا من أساليب التأثير في نفوس الناس بهذه القضية، وربطًا لقلوب الناس وعقولهم بها، واختبارًا لمدى تجاوبهم معها”، موضحًا: “هذه المبالغ لم تكن ترسل إلى المجاهدين، بل كانت تُصرف في شؤون الدعاية لهذه القضية بأمر اللجنة العليا، ثمّ إنّ اللجنة كانت ترسل إلينا من أموالها الخاصة مبالغ طائلة لنضيفها إلى ما عندنا للإنفاق على هذه القضية الخطيرة التي كانت اللجنة العليا تعتبرها أهمّ وألزم للقضية من الجهاد المسلح الذي يقوم بأعبائه المجاهدون في فلسطين نفسها، وإلّا لما كان للإخوان وهم ما زالوا في مهدهم أن ينهضوا بمهام الدعاية المجلجلة التي أقضّت مضجع الإمبراطورية البريطانية، والتي تحتاج إلى إنفاق واسع النطاق”.