رغم مرور عدة أسابيع على الود الإيراني الضعيف على الضربة الإسرائيلية لسفارتها في سوريا بعد التهديدات المبالغ فيها، ما زالت طهران تقدم تبريرات غير مقنعة لذلك الأمر، حيث زعم قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، أن إسرائيل بعثت برسائل إلى طهران عبر مصر مفادها أنها “ستقدم تنازلات” في غزة لتجنب رد إيران على الهجوم على سفارتها في سوريا.
وقال العميد أمير علي حاجي زادة: “إسرائيل أرسلت رسائل عبر وزير الخارجية المصري مفادها أنها ستقدم تنازلات في الحرب في غزة لتجنب الانتقام الإيراني”. حسب وكالة تسنيم.
واعتبر زادة على أن عملية “وعد الصادق” كانت، بحسب دول أجنبية، أكبر عملية صواريخ وطائرات مسيرة في العالم، مضيفا: “كان هناك حاجة إلى عدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة لتجاوز القبة الحديدية لإسرائيل؛ كانت العملية حاسمة، عقابية، محدودة وواسعة النطاق، وتم تدمير قاعدتين استخباريتين وعمليات لعبت دوراً في استشهاد قادة عسكريين إيرانيين في سوريا”.
وتابع اللواء حاجي زاده، خلال تجمع في حوزة قم العلمية حول عملية “الوعد الصادق”، أن: “توسيع الحرب كان مكلفًا بالنسبة للكيان الصهيوني، حيث أن تورط الكيان في هذه الجريمة ضد إيران كان خطأ في الحسابات، فقد ظنوا أن إيران لن ترد على جريمتهم وأن قوى المقاومة ستتحرك بدلا منها”.
وادعى اللواء حاجي زاده أن “إسرائيل أرسلت رسالة عبر وزير الخارجية المصري لمنع الرد الإيراني، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية الراحل حسين أمير عبداللهيان لعب دورًا نشطًا في دبلوماسية عملية “الوعد الصادق”.
وذكر أن حوالي 221 مقاتلة إسرائيلية كانت على أهبة الاستعداد لمنع هجمات إيران، وقال: “عملية “الوعد الصادق” كانت حاسمة.. فنظرًا لاحتمال قيام إسرائيل بعمل استباقي ضد إيران، فقد تم تنفيذ العملية في أسرع وقت ممكن”.
وشدد قائد القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني، على أن “عملية “الوعد الصادق” كانت عملية عقابية ومحدودة وواسعة النطاق، وتم فيها تدمير قاعدتين استخباراتيتين لعبتا دورا في مقتل قادة عسكريين إيرانيين في سوريا”، معتبرا أن “فشل قوة الردع الإسرائيلية يعادل الانهيار”.
وقال: “الآن اكتسب محور المقاومة الروح وانقسم تاريخ المنطقة إلى قبل وبعد عملية “الوعد الصادق”، وكانت نتيجة هذه العملية قوة ردع جيدة ومثالية للجمهورية الإسلامية، وفي ظل هذا النصر تحسنت الحالة الاقتصادية ومعنويات الشعب وازدادت اللحمة الوطنية”.
وأردف حاجي زاده، أن 20% من القوة العسكرية للجمهورية الإسلامية استخدمت في عملية “الوعد الصادق”، وقال: “أنظمة الدرع الصاروخية الإسرائيلية لم تتعرض للهجوم لأنها كانت قريبة من المدن الكبرى وإذا استمرت الحرب مع إسرائيل فلن يستغرق تدمير إسرائيل الكثير من الوقت”.
وكان الطيران الإسرائيلي استهدف في الأول من أبريل الماضي مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، وأعلن الحرس الثوري الإيراني، أن الهجوم أسفر عن مقتل عميدين في صفوفه و5 من الضباط المرافقين لهما، وردت إيران بهجوم صاروخي وبالطائرات المسيرة على إسرائيل مستهدفة قاعدتين عسكريتين، فيما نفذت إسرائيل هجومًا محدودًا بمسيرات على منشأة عسكرية في أصفهان.