نحو مطالبة العرب بحل الخلافات والبحث عن نموذج “صفر خلافات” ما بين دول العالم والبحث عن الاستقرار، تتطلع الصين الي الاقتراب السياسي من الدول العربية في ظل منظومة قوية للسلام العالمي عبر شراكة استراتيجية كبرى.
وعلى الرغم من تصدر الحرب الإسرائيلية على غزة وتعزيز أفق التعاون بين الصين والدول العربية، ملفات المنتدى الوزاري “الصيني العربي” الذي تستضيفه بكين، إلا إن رؤية السلام كانت واضحة للعالم خلال المنتدي الذي دعا للسلام في غزة ورؤية العرب نحو حل الدولتين.
الرئيس الصيني شي جين بينج، أعلن تبرع بلاده بثلاثة ملايين دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، لدعم تقديم المساعدات الإنسانية الملحة لغزة، إضافة 500 مليون يوان إضافية للمساعدة في تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية في القطاع ودعم إعادة الإعمار.
وأضاف الرئيس الصيني: “بكين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجالي النفط والغاز، ودمج أمن الإمدادات مع أمن الأسواق”.
والصين في الوقت الحالي أصبحت جاهزة للعمل مع الجانب العربي في مجال البحث والتطوير لتكنولوجيا الطاقة الحديثة وإنتاج المعدات، في ظل إن القوة العربية من أهم الدول الاستثمارية في الوقت الراهن.
حيث عبر الرئيس الصيني – في كلمته- عن “إحساسه العميق بالألفة” مع الدول العربية، قائلاً:”كل مرة ألتقي فيها بأصدقائنا العرب، أشعر بإحساس عميق بالألفة”. وأضاف أن “الصداقة بين الصين والشعب الصيني والدول والشعوب العربية تنبع من التبادلات الودية على طول طريق الحرير القديم”.
وأعرب شي جين بينج، الخميس، في المنتدى الذي يشارك فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس التونسي قيس سعيد، عن استعداد بكين لبناء علاقات صينية عربية “تكون أساساً للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين”، بالإضافة إلى تعميق التعاون.
ويقول الباحث السياسي مختار غباشي: إن العلاقات الصينية العربية ترتقي إلى مستويات جديدة بشكل متواصل في القرن الجديد، ففي ديسمبر 2022، كانت القمة الصينية العربية الأولى في العاصمة السعودية الرياض، حيث اتفقت الصين مع العرب على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، حيث استراتيجية الصين الحالية بالتواصل مع المجتمعات العالمية ونبذ الخلافات وهو رأيناه في المصالحة السعودية الإيرانية.
وأضاف غباشي – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، إلى أن الجانب الصيني يحرص على إنشاء منتدى التعاون القطاعي والاستثماري مع الجانب العربي، ومواصلة دفع زيادة عضوية لرابطة المصارف الصينية العربية، وتسريع وتيرة تنفيذ مشروعات التعاون في إطار القروض الخاصة لدفع العملية الصناعية في الشرق الأوسط، وكذلك تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجال النفط والغاز، لربط أمن التموين بأمن السوق، مع بذل جهوداً مع الجانب العربي في وصول العدد الإجمالي للسياح المتوجهين إلى الطرف الآخر في غضون السنوات الخمس المقبلة إلى الصين.