أعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته بالكامل على طريق فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، مشيرًا إلى أنه عثر على حوالي مئة مدخل لأنفاق تؤدي إلى مصر.
ورأت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن احتلال الجيش الإسرائيلي محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، خطوة “ستعجل تفكك حماس، وربما تمهد الطريق لصفقة أسرى بشروط أفضل لإسرائيل”.
واعتبرت الصحيفة احتلال المحور نقطة تحول إستراتيجي في الحملة العسكرية على قطاع غزة، وقالت: إنها ربما تعد الأهم منذ بدء الحرب قبل نحو 8 أشهر.
وقالت: إن أهمية احتلال المحور لا تقتصر على ساحة غزة فحسب؛ إذ يمنح احتلاله الجيش الإسرائيلي الوقت والقدرة للتركيز على ساحات حرب أخرى.
و وصفت “معاريف” احتلال المحور، بأنه أحد أهم الإنجازات العملياتية، مضيفة أن الجيش عثر على 20 نفقًا يمر أسفله إلى سيناء، ونحو 82 فتحة نفق أخرى على مقربة منه، تخضع للتحقيق والفحص حاليًا، إضافة إلى عشرات القذائف الصاروخية، وبعضها بعيدة المدى، وفقًا للصحيفة.
وأطلقت الصحيفة عددًا من الأوصاف على محور فيلاديلفيا لتوضيح أهميته لحركة حماس، مثل كونه “العمق الاستراتيجي” و”سلة الخبز” و”الملاذ” و”المرساة” الرئيسية لتلك الحركة وقيادتها.
وأشارت إلى إنه باحتلال المحور الذي يبلغ طوله نحو 14 كيلومترًا يكون الاحتلال الإسرائيلي قد قطع خطوة مهمة على الصعيد الميداني والمعنوي في حربه على حماس، حيث فقدت الحركة عمقها الاستراتيجي والمنطقة التي تعدها ملاذًا.
وكانت إسرائيل قالت: إن أنفاق التهريب التي تمر أسفل هذا الشريط الضيق تعد متنفسًا لحماس، التي تستخدمه في تهريب متطلباتها المدنية والعسكرية. وعبرت الصحيفة عن ذلك بالقول: إن احتلال المحور يعني أن “الصنبور أُغلق”.
وتابعت: أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل اكتشاف مدى الضغط الذي يشكله احتلال محور فيلاديلفيا، وأن نتائج هذا الضغط ستحدث بالتدريج قبل أن تتضاعف.
وأوضحت معاريف، أن السيطرة الإسرائيلية على المحور، من زاوية “اليوم التالي للحرب” تعد حجر الزاوية لخطوات نزع سلاح قطاع غزة، وقدرة إسرائيل على ترسيخ سيطرتها العسكرية عليه.
وذكرت أن احتلاله يعد قوة دفع استراتيجية هي الأولى منذ بدء الحرب، لوضع إسرائيل في موقف أفضل خلال النقاشات مع المجتمع الدولي حول “اليوم التالي للحرب”، وحول دور الجهات المدنية الدولية بالقطاع، وكذلك دور مصر كدولة مجاورة مهمة لديها اتفاق سلام مع إسرائيل.
وأكدت أن الجهود العسكرية والسيطرة الإسرائيلية على محور فيلاديلفيا “تتطلب حاليًا المزيد من الجهود من زاوية تعريف العالم، ولا سيما الأمريكيين، ما الذي يشكله هذا المحور؟”.
كما لفتت إلى تسليط الضوء على الأنفاق المكتشفة التي تمر عبر جانبي الحدود، وأهمية استمرار سيطرة إسرائيل عليه بما في ذلك بعد الحرب، مؤكدة أن هذه السيطرة ستفرض على حماس ما أسمته “اقتصاد تسليح”، وأن قدرات الحركة على الرد العسكري ستتراجع بشكل تدريجي إلى أن تسقط سلطتها.
وأوضحت، أن هناك أهمية كبيرة أيضًا في ما يتعلق بأن السيطرة على المحور وما يترتب عليها من زاوية قدرات حماس، تنعكس أيضًا على قدرة الجيش الإسرائيلي على التركيز على ساحات مواجهة أخرى.
وبالأمس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه حقق السيطرة العملياتية الكاملة على محور فيلادلفي بين قطاع غزة ومصر، اليوم الأربعاء، وفقًا لما أفادت به إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وقالت صحيفة هآرتس، اليوم الأربعاء: إن الجيش الإسرائيلي سيطر بشكل كامل على الحدود بين قطاع غزة ومصر، مضيفة أن القوات الإسرائيلية سيطرت على 82 فتحة للأنفاق في المنطقة، وأنه يتم فحص هذه الأنفاق من أجل تدميرها لاحقًا.
وفي وقت سابق اليوم، نفى مصدر مصري رفيع لقناة “القاهرة الإخبارية” وجود أي اتصالات مع إسرائيل بشأن ما وصفها بالادعاءات الإسرائيلية بوجود أنفاق على حدود قطاع غزة مع مصر.
وقال المصدر المصري: إن “إسرائيل توظف الادعاء بوجود أنفاق على حدود غزة مع مصر لتبرر مواصلة عملية رفح وإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية”، وأضاف المصدر: أن إطالة أمد الحرب في غزة “هدف إسرائيلي للتهرب من أزماتها الداخلية”.
ويعتبر محور فيلادلفي “منطقة عازلة”، ويخضع لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، ولكن بعد أسبوعين من العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح على الحدود المصرية، سيطر الجيش الإسرائيلي على جزء من المحور؛ ما أثار التساؤلات حول أسباب وتداعيات تلك الخطوة.
وخلال الأيام الماضية، تقدمت القوات الإسرائيلية في عمق رفح، وسيطرت على أكثر من نصف محور فيلادلفي الذي يطلق عليه أيضًا طريق “صلاح الدين”، وفقًا لما ذكرته صحيفة “يديعوت أحرنوت”، الثلاثاء.
ومحور “صلاح الدين”، أو فيلادلفي، تعده معاهدة السلام الموقعة عام 1979، “منطقة عازلة”، وانسحبت إسرائيل منه تمامًا في إطار خطة فك ارتباطها بقطاع غزة عام 2005، ويمتد “محور فيلادلفي”، داخل قطاع غزة من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا بطول الحدود المصرية، التي تبلغ نحو 14 كيلومترا.
ويخضع المحور لشروط ومعايير العبور من الأراضي الفلسطينية إلى مصر، كما تنص المعاهدة على أن تنشر مصر عددًا من قواتها في المنطقة لتأمينها، وفقًا لبروتوكول تم توقيعه مع إسرائيل.
وفي عام 2005 عندما غادرت القوات المحتلة والمواطنون الإسرائيليون قطاع غزة، اضطرت إلى الانسحاب أيضًا منه ومن معبر رفح، ونقلت مهمة الإشراف عليهما إلى السلطة الفلسطينية، مع وجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي.