ذات صلة

جمع

القصف الإسرائيلي في بيروت يعقد الجهود الدولية لوقف إطلاق النار

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت تصعيدًا جديدًا بعد تنفيذ إسرائيل...

ما الذي يمنع إسرائيل وإيران من الدخول في حرب أكبر؟

‏مرّ ما يقرب من شهر منذ إرسال إسرائيل أكثر...

حزب الله يطلق حملة تبرعات لشراء صواريخ ومسيّرات تثير الجدل.. هل يعاني من أزمة مالية أم تخلت عنه إيران؟

أثار حزب الله اللبناني الجدل مجددًا في البلاد، تزامنًا مع إعلانه دعمه غزة من خلال فتح الجبهة الجنوبية اللبنانية، حيث أطلق حملةٌ إعلامية تدعو اللبنانيين للتبرع لشراء صواريخ ومسيّرات وتجهيز مجاهدين، ما ولد تساؤلات كثيرة بشأن أهداف هذه الحملة وكونها تكشف عن وجود أزمة مالية يمر بها الحزب أو عن شح في التمويل الإيراني للحرب الدائرة منذ 8 أشهر.

وجاءت الحملة الإعلامية تحت عنوان “مسيرة – ميسرة”، لتطالب المدنيين بأن يكونوا جزءًا من المعركة لمواجهة إسرائيل، وحملت الحملة عبارة “هيئة دعم المقاومة”، وهي هيئة رسمية للحزب مع أرقام هاتف ليتصل بها المتبرعون.

واختلفت التفسيرات بشأن الحملة؛ إذ اعتبر البعض أنها “تعبّر عن ضعف من ادعى امتلاك قوّة عسكرية قادرة على تغيير المعادلات وإزالة إسرائيل من الوجود”، وغرّد أحد الناشطين المحسوبين على الحزب قائلًا: “أجمل ما في الأمر أن المقاومة فتحت باب المشاركة في صناعة مسيّرة.. ساهموا بمشروع ثمن مسيّرة… ارفع رأسك مسيّرة ــ ميسرة وعين الله ترعاك”، فيما اعتبر أنها “حملة تعبئة لاختبار تأييد البيئة الشيعية لخياراته”.

واللافت أن الحملة تزامنت مع إعلان رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أنه فتح قنوات اتصال مع البنك الدولي ومع الدول الصديقة والشقيقة، لـ”المساهمة بإعادة إعمار جنوب لبنان وما دمرته إسرائيل خلال هذه الحرب”.

وأبدى عدد من الخبراء استغرابهم من الازدواجية بين ما يطلبه حزب الله، وبين ما يتطلّع إليه نبيه برّي، وبين من يطلب تبرّعات للاستمرار بالحرب، والمضيّ بعملية الهدم.
ويرى خبراء أنه من المحتمل أن يكون حزب الله يعبّر بشكل غير مباشر أنه في أزمة مالية وسياسية عميقة، بما يؤشر إلى أن إيران اتخذت قرارًا بعدم تمويل الحرب في الجنوب اللبناني.

ما يعني أن المواجهة التي اختارها حزب الله لم تحقق أي من الأهداف التي وضعها، أبرزها الضغط لمنع إسرائيل من اجتياح قطاع غزّة، وثنيها عن تقويض قدرات حركة حماس، بينما حقق مكسبًا وحيدًا هو تهجير سكان شمال إسرائيل من المستوطنات المتاخمة للحدود اللبنانية، في حين تسببت هذه الحرب بإلحاق دمار هائل بأكثر من 40 بلدة في جنوب لبنان، وتهجير سكانها، وسقوط ما يقرب من الـ500 قتيل لبناني بين مدنيين ومقاتلين للحزب.

ومن بين الآراء حول هذه الحملة وخلفياتها، يرى البعض أنها تأتي خلافًا لما كان عليه الحال في حرب 2006، حيث أقرّت حكومة تصريف الأعمال أخيراً مبلغ 93 مليار و600 مليون ليرة فقط، أي ما يوازي مليون دولار تقريبًا لذوي الشهداء والنازحين من الجنوب، وسط انتقادات من المعارضة للحكومة عن “سبب صرف المال من جيوب اللبنانيين على حرب لم يقرروها؟ وهل كتب على اللبنانيين أن يدفعوا دائمًا ثمن مغامرات غير محسوبة لمحور الممانعة؟”.

وفي المقابل، يرى مؤيدون لحزب الله أنه يبعث من وراء هذه الحملة برسالة أن قرار المواجهة ليس قرارًا لحزب الله وحده، بل هو قرار شعبي مؤيد لخيارات الحزب بدليل أن الناس تشارك في حملة التمويل ودعم الصمود.

وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلاً للقصف بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من ستة أشهر. لكن الحزب كثّف وتيرة استهدافه لمواقع عسكرية منذ شهر على وقع توتر بين إسرائيل وطهران على خلفية استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع الشهر الحالي.

ويعلن الحزب استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعمًا لغزة. ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف بنى تحتية للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود وقياديين.

ومنذ بدء التصعيد، قُتل في لبنان 378 شخصًا على الأقلّ بينهم 252 عنصرًا من حزب الله و70 مدنيًا، وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 11 عسكريًا وثمانية مدنيين.

spot_img