تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للوصول إلى حلولٍ حول ما يحدث مؤخرًا من أزمات سياسية ما بين مصر وإسرائيل بعد قيام إسرائيل بمحاولة السيطرة على معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني الذي بدوره هو الممر الأوحد للشعب الفلسطيني على العالم.
ودخلت مصر وإسرائيل في مناوشات كبرى مؤخرًا شهدت تهديدات مصرية بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل، حيث ترفض مصر وبشكل قاطع ما تقوم به إسرائيل مؤخرًا من استفزازات للجانب المصري، وبالتالي تقوم مصر بمناورات سياسية كبرى، مع الانسحاب السياسي المؤقت من المفاوضات الخاصة بالهدنة وتسليم الرهائن.
ومؤخرًا، أكد وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، أهمية اختتام المحادثات بين مصر وإسرائيل، لإعادة فتح معبر رفح في أقرب وقت ممكن لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، حيث أكدت وزارة الخارجية الأمريكية – في بيان-، أن بلينكن شدد خلال اتصال هاتفي مع الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس على الحاجة الملحة لحماية المدنيين وعمال الإغاثة في غزة وتهدئة التوترات في الضفة الغربية، وعلى أهمية زيادة مستويات المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء غزة.
وناقش بلينكن أحدث الجهود لتحقيق وقف إطلاق النار كجزء من اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ومنع الصراع من التوسع في جميع أنحاء المنطقة، مجددًا موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن العملية العسكرية على مدينة رفح الفلسطينية.
في الوقت نفسه، قالت الرئاسة المصرية – في بيان-: إن بايدن والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اتفقا في وقت سابق، الجمعة، على إرسال المساعدات مؤقتًا إلى الأمم المتحدة من معبر في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود المصرية.
وقالت الرئاسة المصرية: إن المساعدات الإنسانية والوقود ستُرسل مؤقتًا من خلال معبر كرم أبو سالم “لحين التوصل إلى آلية قانونية لإعادة تشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني”.
وقال البيت الأبيض – في بيان-: إن بايدن رحب بالتزام مصر بالسماح بإدخال المساعدات إلى غزة وأبلغ السيسي – خلال اتصال هاتفي-، بأنه يدعم جهود إعادة فتح معبر رفح بموجب شروط مقبولة لمصر وإسرائيل. وسترسل الولايات المتحدة فريقًا رفيع المستوى إلى القاهرة الأسبوع المقبل لإجراء محادثات.
مع ذلك مصر تنسق مع إسرائيل بشأن دخول المساعدات، في وقت نقلت فيه وسائل إعلام التزام مصر بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية ورفضها التنسيق مع الجانب الإسرائيلي.
ويقول الباحث السياسي مختار غباشي: إن الأوضاع في قطاع غزة الآن أصبحت مذرية نتيجة لاقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة رفح جنوب القطاع؛ وهو ما أدى لوقف دخول المساعدات بعدما قاموا بهدم المعبر من الجانب الفلسطيني في محاولة للسيطرة عليه، وهو ما تراه القاهرة ” احتلالًا” صريحًا و واضحًا، وبالتالي الوضع الحالي مرفوض من القاهرة.
وأشار غباشي – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، إلى أن هناك رؤية أمريكية حول أن يتحكم في المعبر من الجانب الفلسطيني هو قوة أوروبية بعيدًا عن حركة حماس وكذلك إسرائيل، والقاهرة تريد أن القطاع والمعبر يكون تحت حكم قوى فلسطينية حتى لا تضيع القضية الفلسطينية ولا يتم إضاعة قطاع غزة.