مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، كانت الدول الأوروبية من أكبر الداعمين لإسرائيل بل وقام عدد من زعماء القارة الأوروبية بزيارات إلى الحليف الاستراتيجي لهم إسرائيل، وتم دعم إسرائيل بعدة بيانات تتهم الجانب الآخر “حركة حماس”، ولكن ما بعد أكثر من 7 أشهر تشهد القارة العجوز تغيرات نحو السياسات في الحرب الحالية.
ومنذ 1948 تحاول فلسطين الاعتراف بالدولة الفلسطينية عالمياً، حيث خلقت الأزمة الحالية أزمات ما بين القارة الأوروبية وإسرائيل بعدما نجحت الدبلوماسية العربية في الحصول على اعتراف دولاً أوروبية عدة بالدولة الفلسطينية، وذلك بعد دعوتها الخاصة في مؤتمر المنامة الأخير.
وقد اعترافت النرويج وإسبانيا وأيرلندا بالدولة الفلسطينية، وهو أمر قوبل بترحيب من الرئاسة الفلسطينية والدول العربية، مع استمرار الجهود الرامية لوقف حرب غزة، والدفع باتجاه حل الدولتين لحل الصراع بشكل مستدام.
وعلى الرغم من تأكيد واشنطن على أن إدارة بايدن تدعم حل الدولتين إلا إنها انتقدت قرار الدول الأوروبية – ولو ضمِنيا – بالقول إن ” تأسيس دولة فلسطينية يجب أن يتم بالمحادثات والمفاوضات وليس بالاعتراف بها بشكل أحادي”، أما الموقف الإسرائيلي، فكان غاضبا وساخطا كما هو متوقع.
والرد الإسرائيلي نحو القارة الأوروبية كان واضحًا، حيث قال وزير الدفاع يوآف غالانت: إن إلغاء قانون “فك الارتباط” للمستوطنات التي تم إخلاؤها شمالي الضفة الغربية، إضافة لتوعد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بإجراءات عقابية ضد الفلسطينيين.
كذلك هناك ضرورة مراعاة توصيات الشركات والمواطنين نظراً للأهمية البالغة للقضية الفلسطينية بالنسبة لهم، وتعد إسبانيا من المبادرين بالحديث عن القضية الفلسطينية.، وإعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز استعداد بلاده للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع مراعاة جميع الاعتبارات المتصلة بهذا القرار، حيث تخضع الحكومة الإسبانية إلى ضغوطات عديدة من ناخبيها.
قد تشهد العلاقات بين الدول الأوروبية وإسرائيل نوعًا من الهدوء والاستقرار إثر الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقررة في 9 يونيو، كما إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيؤدي إلى تعزيز مكانتها كمفاوض شرعي يمثل الشعب الفلسطيني، مما سينتج عنه استبعاد حركة حماس أو أي من الحركات الأخرى من طاولة المفاوضات.
واعتماد مواقف مؤيدة للقضية الفلسطينية يمكن أن يجذب دعم الناخبين من التيار اليساري، لا سيما في ظل اقتراب موعد انتخابات البرلمان الأوروبي، والاعتراف بإنشاء دولة فلسطينية يعد خطوة إيجابية للشعب الفلسطيني، ولن يتحقق ذلك بشكل كامل إلا بدعم من الدول الأوروبية الرئيسية مثل فرنسا، بريطانيا، ألمانيا وإيطاليا.
وقال الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية طارق فهمي: إن بنيامين نتنياهو يعاني بشدة في منصبه ويطالبه الأوروبيين حالياً بالتخلي عن منصبه، نظرًا للإخفاقات الواضحة في تحقيق أمن الشعب الإسرائيلي، ومواجهة تحديات جعلت من الأوروبيين الخضوع نحو أراء شعوبهم في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو قرار منتظر منذ سنوات والحرب الحالية سرعت في ذلك.
وأضاف فهمي – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، إلى أن الآونة المقبلة ستشهد إمكانية لحدوث تخفيض في مستوى التعاون التكنولوجي والاقتصادي بين إسرائيل والدول الأوروبية، خاصة وأن إسرائيل مدعومة بشكل أكبر من الولايات المتحدة، التي بدورها انتقدت القرارات الأوروبية.