في الوقت الذي يطالب فيه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” شعبه باتباع السياسات التقشفية، ورغم معاناة الاقتصاد التركي بشدة وتدهور الأوضاع وانخفاض سعر الليرة التركية، يعيش الرئيس لتركي في بذخ شديد وترف بالغ.
وبعد الكشف عن صرف أكثر من 10 مليارات على سيارات الرئاسة التركية، كشف البرلماني عن حزب العمال التركي، “باريش أتاي”، أن أردوغان ينفق هو شخصياً حوالي 4.5 مليون ليرة يومياً، بينما يتاجر بحديثه عن زيادة الدعم المقدم إلى أفراد الشعب.
وأضاف “أتاي” أن أردوغان ينفق بمفرده 4.5 مليون ليرة يومياً وليست النفقات السرية داخلة في هذا المبلغ، مشيراً إلى إنفاق أردوغان بمفرده 1.7 مليار ليرة سنوياً بواقع 4.5 مليون ليرة يومياً، موضحاً أن هذه النفقات لا تتضمن النفقات السرية.
وكان “أردوغان” أدلى بتصريحات مثيرة للجدل، في يوم “مكافحة الفقر”، حيث قال وقتها إنه سيتم تنفيذ برامج شاملة فيما يخص مكافحة الفقر ورفع حجم المساعدات الاجتماعية إلى 55 مليار ليرة.
وتابع أردوغان: “نفذنا أشمل برامج لمكافحة الفقر في تركيا، خلال العام الذي تولينا فيه سدة الحكم كانت المساعدات الاجتماعية تقدر بمليارَيْ ليرة، غير أننا رفعناها خلال العام الماضي إلى 55 مليار ليرة، وبهذا ارتفع نصيب المساعدات الاجتماعية من الدخل القومي إلى 1.27 في المئة بعدما كان يقدر بـ0.38%، وتركيا تأتي بين الدول التي تتمتع بمستوى عال من التنمية البشرية ضِمن بيانات الأمم المتحدة”.
وتأتي تلك التصريحات، في وقت يشهد فيه الاقتصاد التركي أزمة عملة ضخمة منذ أغسطس 2018، بسبب العقوبات الأميركية والعجز الحكومي في إدارة الأزمة، ما انعكس في تدهور مؤشرات اقتصادية كالعقارات والسياحة والقوة الشرائية، وارتفاع حاد بمعدلات التضخم في مقابله انخفاض ثقة المستثمرين والمستهلكين.
وكشفت وزارة الخزانة والمالية عن تسجيل الموازنة المركزية للحكومة التركية عجزًا بقيمة 29.7 مليار ليرة خلال شهر سبتمبر الماضي، بعد أن كانت قد سجلت فائضًا الشهر السابق، مشيرة إلى أنه اعتبارًا من سبتمبر الماضي بلغت نفقات الموازنة 108 مليارات و580 مليون ليرة، حيث بلغت نفقات الفائدة 16 مليار و209 ملايين ليرة في حين بلغت النفقات الأساسية 92 مليارًا و371 مليون ليرة، بعد أن سجلت في يوليو الماضي عجزًا بقيمة 86 مليارًا و529 مليون ليرة.
وسبق أن واصلت الليرة التركية الوصول إلى القاع كاملاً، حيث سجل الدولار الأميركي رقمًا قياسيًا أمامها، بعد أن وصل سعر الصرف 7.88 أمام الليرة التركية، كما بلغ اليورو 9.27 أمامها، في حين وصل سعر صرف الجنيه الإسترليني إلى 10.15 ليرة تركية، لتفقد الليرة منذ مطلع العام 25% من قيمتها.
وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي الحكومي فيما يخص الأداء الاقتصادي، ومعدلات البطالة، والتضخم، والتي رغم فجاعتها لكنها لا ترتقي للحقيقة بالفعل.