ما زالت السودان تشهد أعمال عنف وشغب عدة، إذ وقعت في جنوب البلاد اشتباكات قُتل فيها 15 شخصًا في منطقة “بيبور” بينهم مسؤولون محليون وعسكريون على يد مجهولين، أمس الثلاثاء، عندما كان مفوض مقاطعة بوما في بيبور عائدًا من زيارة لقرية في المنطقة.
وكشف أبراهام كيلانج وزير الإعلام في منطقة بيبور الإدارية الكبرى لرويترز تفاصيل الواقعة، بأنه: “ذهب المفوض مع فريقه إلى قرية نيات وعند عودته تعرض لكمين وقتل 15 شخصا بينهم المفوض”، مشيرا إلى نه يشتبه في أن “المهاجمين شبان من قبيلة أنيواك بالمنطقة”.
وتابع: أن “نائب قائد الجيش في بوما ومسؤولين من الحكومة والحرس الشخصي لمفوض المقاطعة من ضمن القتلى”.
وشهدت مقاطعة بوما، وأغلب سكانها من طائفة مورلي العرقية، أعمال عنف متكررة بين المورلي والأنيواك أحيانا أو مع النوير أو الدينكا من ولاية جونقلي المجاورة.
وأسفرت الحرب الأهلية في جنوب السودان، التي اندلعت بعد عامين من استقلاله عن السودان وقامت بقدر كبير على أسس عرقية بين قبيلتي الدينكا والنوير، عن مقتل مئات الآلاف بين عامي 2013 و2018.
وتندلع اشتباكات متكررة منذ اتفاق السلام المبرم عام 2018 بين مجموعة من الجماعات المسلحة مما أسفر عن مقتل ونزوح أعداد كبيرة من المدنيين.
ومنطقة بيبور الإدارية الكبرى من المناطق المتضررة من العنف.
وفي الوقت نفسه، كشفت مصادر، أن الطيران الحربي للجيش السوداني شن مساء أمس غارات جوية ليلية في عدد من المناطق بولاية شمال دارفور غربي البلاد، مضيفة أن قوات الفرقة 22 بمدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان غرب البلاد تصدت لهجوم لقوات الدعم السريع التي تحاصر المدينة، وذلك في إطار الحد من أي تحركات لقوات الدعم السريع وإرسال تعزيزاتها لمواقع المعارك في العاصمة الخرطوم وعدد من المواقع.
كما تستمر معاناة قرى جنوب ولاية الجزيرة وسط السودان بعد اجتياح قوات الدعم السريع للولاية مؤخراً، وعلمت أن مئات الأسر جنوب ولاية الجزيرة اضطروا لمغادرة القرى وعبور نهر النيل الأزرق شرقا بعد ما وصفوها بأعمال السلب وممارسات غير إنسانية للدعم السريع في مناطقهم.
وأمس، دعت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج قادة جنوب السودان إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان نزاهة الانتخابات وإجرائها في أجواء آمنة في ديسمبر .
وكانت الولايات المتحدة قد حذرت من أن انتخابات ديسمبر لن تكون حرة ولا نزيهة ما لم تُتخذ إجراءات لضمان ذلك، وتستعد جنوب السودان لاختيار من سيخلف الحكومة الانتقالية الحالية، التي تضم الرئيس سلفاكير والنائب الأول للرئيس ريك مشار اللذين اشتبكت قواتهما مع بعضهما خلال الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 2013 و2018.