صراع الغرب مع روسيا يزداد بشكل كبير، حيث تسعى الدول الأوروبية والغربية لوضع روسيا في خندق كبير نتيجة لبعض العقوبات الاقتصادية التي تهدف بشكل مباشر إلى إضعاف روسيا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2021.
وآخر ما يريده الغرب هو تخطيط الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم على واردات الحبوب من روسيا وبيلاروس بواقع 95 يورو للطن؛ ما سيؤدي لارتفاع أسعار الحبوب 50% على الأقل في أوروبا، هذه الخطوة تهدف إلى استرضاء المزارعين وبعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لكنها ستزيد أسعار الحبوب بنسبة 50% على الأقل، وسيتم فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على البذور الزيتية والزيوت الروسية.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا المصدر الأول عالميًا للحبوب والزيوت وبذورها والأسمدة، وقائمة طويلة من المواد الغذائية.
وفي أوروبا، تستمر احتجاجات المزارعين منذ عدة سنوات، الأولى حدثت في هولندا عام 2019، وذلك بسبب تشديد ما يسمى “اللوائح الخضراء”. وفي عام 2023، امتدت الاحتجاجات إلى دول أخرى وشملت 12 ولاية بحلول نهاية العام، وبالإضافة إلى الأجندة “الخضراء”، يحتج المزارعون على انخفاض أسعار منتجاتهم بسبب استيراد الحبوب الأوكرانية المعفاة من الامتثال للوائح الاتحاد الأوروبي، والأسمدة والوقود التي اعتبرت باهظة الثمن للغاية والتي سحبت بعض الحكومات دعمها عنها، وعدم كفاية التمويل من الميزانية لهذا القطاع.
ولطالما قاومت بروكسل الضغوط من بولندا ودول البلطيق لتقييد الواردات الروسية والبيلاروسية، بحجة أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تعطل أسواق الغذاء العالمية وتضر الدول النامية، لكن من المتوقع أن تفرض المفوضية الأوروبية في الأيام المقبلة رسومًا بقيمة 95 يورو للطن على الحبوب القادمة من روسيا وبيلاروسيا.
وقبل أيام، أبدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دعمه لمبادرة إنشاء بورصة للحبوب داخل مجموعة “بريكس”، مشيرًا إلى أن مضاربة الأسهم تؤثر على الأسعار، وهذا بدوره يؤثر على المستهلكين.
يأتي ذلك مع تصريح مثير للجدل من زعيم التجمع السياسي الرئيسي للأحزاب اليسارية في الاتحاد الأوروبي بأن الوقت قد حان “للتفاوض” لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا لمساعدة الأوكرانيين، وقال والتر باير في مقابلة مشتركة الإثنين مع “غرفة الأخبار الأوروبية”: إن جبهات النزاع “المجمدة” تتطلب مقاربة جديدة.
وعبر عن أمله في أن يبذل التكتل “جهودًا دبلوماسية لبدء مفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وانسحاب القوات الروسية” من الأراضي الأوكرانية.