على الرغم من الحرب التي ضربت قطاع غزة، إلا إن حالة الانقسام ما بين حركتي “حماس” و “فتح” تعود للساحة من جديد، حيث جاء ذلك عقب لقاء موسكو بين الفصائل الفلسطينية الشهر الماضي، والذى كان للتوافق.
وفي ظل الحرب الدامية التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، ومحاولات عالمية لحل الدولتين، إلا إن حماس وفتح فتحوا باب الخلاف من جديد إثر تعيين الرئيس محمود عباس أبو مازن رئيسًا للوزراء مقربًا منه؛ مما استدعى تنديد من حماس للخطوة التي قام بها أبو مازن.
وعين رئيس أبو مازن، لخبير الاقتصادي محمد مصطفى رئيسًا جديدًا للوزراء، في مسعى لتعزيز قيادته واستعادة مصداقيتها، وقالت حماس – في بيان- : إن “تعيين حكومة بدون توافق وطني هو خطوة فارغة بالتأكيد من المضمون وتعمق الانقسام” بين الفلسطينيين.
ووقعت البيان أيضًا حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهما منظمتان تصنفهما إسرائيل إرهابيتين، وهما حركات مقربة من حماس أيضًا.
فتح سارعت بالرد على حركة حماس، واتهمها بالتسبب بـ”نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة العام 1948″، وقالت فتح – في بيانها-: إن “من تسبب في إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، وتسبب بوقوع النكبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وخصوصًا في قطاع غزة، لا يحق له إملاء الأولويات الوطنية”.
وأضاف البيان، أن حماس هي “المفصول الحقيقي عن الواقع وعن الشعب الفلسطيني”، متهمًا الحركة بأنها “تفاوض الآن إسرائيل وتقدم لها التنازلات تلو التنازلات ولا هدف لها سوى أن تتلقى قياداتها ضمانات لأمنها الشخصي”.
وفي بيانها استهجنت فتح “حديث حماس عن التفرد والانقسام”، متسائلة عما إذا كانت حماس قد شاورت أحدًا “عندما اتخذت قرارها القيام بمغامرة السابع من أكتوبر الماضي، والتي قادت إلى نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة عام 1948”.
كما اتهمت فتح – في بيانها – حماس بالسعي إلى إبرام اتفاق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “للإبقاء على دورها الانقسامي في غزة والساحة الفلسطينية”.
وقال وزير الإعلام الأردني السابق، سميح المعايطة: إن بعد تكليف رئيس جديد للحكومة الفلسطينية تتبادل فتح من جهة وحماس والجهاد بيانات الاتهامات، والانفصال عن الواقع التهمة الأبرز بين الطرفين، وفتح اعتبرت أن حماس هي التي أعادت الاحتلال الاسرائيلي لغزة، حرب قديمة وستبقى فالفكر الفصائلي يحكم الحالة الفلسطينية منذ عقود وإسرائيل المستفيد.