بعد عرقلة الوصول إلى هدنة في قطاع غزة الفلسطيني قبل رمضان، تروج إسرائيل لأنباء مازالت تتحقق منها، وهي مقتل عدد من القادة البارزين في حركة حماس، إذ أعلنت أنها استهدفت المسئول رقم 4 بالحركة وأيضًا رقم 3 بها، الذي تحدثت قبل ساعات عن تحققها من مقتل مروان عيسى الرجل الثاني في كتائب القسام.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شريط فيديو مسجل: “نحن في طريقنا نحو النصر المطلق. وفي طريقنا إلى هذا النصر، قضينا فعلا على الرقم 4 في حماس”، مضيفًا: “أرقام 1 و2 و3 في الطريق، الجميع فانون، سنصل إلى الجميع”.
ورغم أن نتنياهو لم يحدد هوية القيادي رقم 4 في حركة حماس، إلا أن الإعلام الإسرائيلي كشف هويته، حين قالت هيئة البث الإسرائيلية: إنه كان يقصد القيادي صالح العاروري، الذي تم اغتياله بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية ببيروت معقل حزب الله اللبناني.
بينما نقلت القناة 12 عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: إنهم لا يعلمون من قصد نتنياهو بالمسؤول رقم 4.
ومنذ بداية الحرب في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر الماضي أعلنت أنها ستنهي حكم الحركة في قطاع غزة، وتصفية قادتها وعلى رأسهم يحيى السنوار، ولكن تلك هي المرة الأولى التي تعترف فيها تل أبيب باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في مطلع يناير الماضي.
وكان صالح العاروري سياسي فلسطيني ويعتبر الرجل الثاني في حركة حماس، ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة منذ عام 2017، وأيضًا ساهم في تأسيس كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، وقضى 18 عامًا في سجون الاحتلال، اتهمته إسرائيل بالوقوف خلف العديد من العمليات التي نفذتها المقاومة في الضفة الغربية، واغتالته مساء في 2 يناير 2024.
وأدرج العاروري على القائمة الأميركية لـ”الإرهابيين الدوليين” عام 2015. وعرضت وزارة الخارجية الأميركية ما يبلغ 5 ملايين دولار عام 2018 مقابل من يدلي بمعلومات عنه عبر برنامجها “مكافآت من أجل العدالة”.
وولد صالح العاروري في عام 1966 ببلدة عارورة الواقعة قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في فلسطين، وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل بالضفة الغربية.
الوظائف والمسؤوليات
وانضم لجماعة الإخوان المسلمين في سن مبكر، وقاد العمل الطلابي الإسلامي في جامعة الخليل منذ عام 1985، لذا تم اعتقاله عام 1992، ثم اتجه إلى حركة حماس بعد تأسيسها أواخر عام 1987، وخلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1990 و1992، اعتقل الجيش الإسرائيلي العاروري دون محاكمة بسبب نشاطه في حركة حماس، حيث شارك خلال تلك الفترة في تأسيس جهاز الحركة العسكري وتشكيله في الضفة الغربية؛ مما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة عام 1992.
وفي العام نفسه، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن 15 عامًا بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة، ثم أفرج عنه عام 2007، ثم اعتقله مجددًا بعد 3 أشهر لمدة 3 سنوات الى عام 2010، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين، وبعد الإفراج عنه، تم ترحيله إلى سوريا التي استقر فيها 3 سنوات، ثم غادرها إلى تركيا في فبراير 2012 بعد اندلاع الثورة السورية، ثم انتقل ليستقر بلبنان.
انضم لحركة حماس وتدرج في العديد من المناصب القيادية بها، إذ كان منذ عام 2010 عضوًا في مكتبها السياسي، قبل أن يُختار نائبًا لرئيس المكتب السياسي في الخامس من أكتوبر 2017. ويعاد انتخابه يوم 31 يوليو 2021، مع توليه رئاسة الحركة في الضفة الغربية.
اتهمته إسرائيل عام 2014 بالتخطيط لخطف وقتل 3 إسرائيليين في الضفة الغربية، وهذا الأمر كان من الأسباب التي جعلت الاحتلال يشن حربه على غزة عام 2014، واتهمته أيضًا بإشرافه على هجمات حركة حماس من الضفة العربية، ودعمه الفلسطينيين للرد على هجوم إسرائيل البري والجوي على غزة.