رغم بدء شهر رمضان الكريم والمساعي الدولية المكثفة لتنفيذ الهدنة فيه، إلا أن طرفي النزاع بالسودان لم تجعل الشعب يهنأ بنسمات الشهر المبارك، إذ قصف سلاح الجو مناطق تمركزات لقوات الدعم السريع في عدة أحياء من الخرطوم.
وأفاد شهود عيان، بأن الدخان تصاعد من مبانٍ قرب المدينة الرياضية وحي المعمورة جنوب شرقي العاصمة، مشيرين إلى سماع دوي انفجارات عنيفة.
ويأتي ذلك بعد أن حددت الحكومة السودانية 4 شروط لتنفيذ الهدنة، وأكد ياسر العطا مساعد قائد الجيش على تلك الشروط، حيث طالب قوات الدعم السريع بالخروج من جميع المناطق التي تسيطر عليها في العاصمة الخرطوم وإقليمي دارفور وكردفان، إضافة إلى ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض في وسط البلاد.
وقال الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد قائد الجيش السوداني: إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في رمضان ما لم تلتزم قوات الدعم السريع بالتعهد الذي قطعته على نفسها في مايو الماضي، في المحادثات التي توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة في جدة، بالانسحاب من المنازل والمرافق العامة.
وجاء في البيان أيضًا، أنه لا يجب أن يكون لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، أو لأسرته أي دور سياسي أو عسكري في السودان في المستقبل، وقال في احتفال بمناسبة تخريج دفعات جديدة من الجيش: “لا هدنة في رمضان إلا إذا نفذت الميليشيات اتفاق جدة الذي وقع في مايو 2023 بالخروج من المنازل والأعيان المدنية”.
وقالت قوات الدعم السريع إنها ترحب بالدعوة إلى وقف إطلاق النار.
بينما دعت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي لفعل المزيد من أجل إنهاء معاناة السودانيين، وطالبت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد المجلس باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الصراع في السودان.
وقالت الخارجية الأميركية: إن المبعوث الخاص الجديد إلى السودان توم بيريللو سيبدأ الإثنين جولة للالتقاء بالشركاء في إفريقيا والشرق الأوسط، من أجل بحث توحيد الجهود الرامية لإنهاء الحرب.
وكان مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية في السودان قبل شهر رمضان، في الحرب المستمرة منذ 11 شهرًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، حسبما قال دبلوماسيون.
ويتفاوض المجلس المؤلف من 15 عضوًا على مشروع قرار صاغته بريطانيا، وقال دبلوماسيون: إنه قد يطرح للتصويت الجمعة، ويدعو مشروع القرار الذي اطلعت عليه “رويترز”، جميع الأطراف إلى “ضمان إزالة أي عقبات، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر مختلف النقاط، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي”، قبل شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل.
وتتهم الولايات المتحدة الطرفين المتحاربين بارتكاب جرائم حرب، وتقول: إن قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة المتحالفة معه اترتكب جرائم ضد الإنسانية وتطهيرًا عرقيًا.
وتقول الأمم المتحدة: إن ما يقرب من 25 مليونًا، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات، ونزح نحو 8 ملايين عن منازلهم، كما أن مستويات الجوع مستمرة في الارتفاع.
ومنذ بدء الحرب في منتصف أبريل من العام الماضي، انهارت 4 هدن سابقة بين الجيش وقوات الدعم السريع، كانت كلها خلال الأشهر التسعة الأولى من الحرب، ولم يصمد أي منها سوى لساعات قليلة، وفشلت حتى الآن الجهود الدولية الرامية لوقف الحرب، التي تمثلت في 3 جولات تفاوض في جدة وقمتان للهيئة الدولية المعنية بالتنمية في إفريقيا “‘إيغاد”، فضلًا عن مفاوضات جرت في يناير الماضي في المنامة.