“مروان عيسى”.. تصدر اسمه المواقع الإلكترونية والصحف و وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، تحت لقب الرجل الثاني بالجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، وذلك بعد الأنباء الإسرائيلية المتداولة باحتمالية مقتله في غارة جوية على قطاع غزة هذا الأسبوع.
ونشرت ذلك الخبر صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، اليوم، إذا أفادت أن الجيش الإسرائيلي يتحقق مما إذا كان القيادي البارز في حركة حماس مروان عيسى قد قتل في غارة جوية على غزة هذا الأسبوع، بينما يؤكد الجيش الإسرائيلي على الفور صحة التقرير.
وأضاف التقرير الإسرائيلي، أن موقعًا في النصيرات وسط غزة تعرض للقصف قبل يومين بناءً على معلومات استخباراتية تفيد أن عيسى، الذي يعتقد أنه الرجل الثاني في الجناح العسكري لحماس، كان هناك، إذ تفيد التقارير بأن 5 فلسطينيين قتلوا في الغارة الإسرائيلية، بينما من غير المعروف ما إذا كان عيسى من بينهم.
صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أيضًا تداولت الخبر، بأن حماس ما زالت تتحقق مما إذا كان عيسى قد قتل في الغارة، وهو ما دفع الكثيرون للبحث عن مروان عيسى الرجل الثاني بالجناح العسكري لحركة حماس.
يعتبر مروان عيسى هو رجل الظل واليد اليمنى لمحمد الضيف، ونائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام وعضو المكتب السياسي والعسكري لحركة حماس في عام 2017، ثم أعيد انتخابه عام 2021، وهو من مهندسي صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011، ومن مسؤولي تطوير القدرات العسكرية للقسام، وشارك في إعادة بناء كتائب القسام مع صلاح شحادة عام 2000، ويعد حلقة الوصل بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية، ومن القيادات المسؤولة عن أي صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال، ومسؤول عمليات المستوطنات في كتائب القسام، لذا ساهمت جهوده في تطوير الكتائب تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل، التي وضعته على قائمة أبرز المطلوبين لديها، وتصفه بأنه رجل “أفعال لا أقوال”، وتقول إنه ذكي جدًا لدرجة “يمكنه تحويل البلاستيك إلى معدن”.
ولد مروان عبد الكريم عيسى -المعروف باسم أبا البراء- عام 1965 في مخيم “البريج” للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، بعد أن هُجّر أهله في “بيت طيما” بمدينة المجدل إبان النكبة عام 1948، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في شبابه، وأسهم في تنفيذ أنشطتها الدعوية والاجتماعية والتنظيمية، وتميّز بين أقرانه ببنيته القوية، كما برز كلاعب كرة سلة مميز، حيث لقب بـ”كوماندوز فلسطين” ضمن فريق “نادي خدمات البريج”، لكن لم يستمر في المجال الرياضي كثيرا،
اعتقله إسرائيل عام 1987 لمدة 5 أعوام بتهمة الانضمام لحركة “حماس” التي التحق بها في سن 19 عامًا، ثم اعتقلته بعدها السلطة الفلسطينية عام 1997، ولم يخرج سوى عقب انتفاضة الأقصى عام 2000.
منذ أن التحق مروان عيسى بكتائب القسام وهو يتدرج في مناصبها حتى صار من كبار رجالها ومشاركة في صناعة قرارات العمليات والمعارك بشكل مستقل أو بالتشاور مع يحيى السنوار قائد الحركة في غزة، كما شارك بسلسلة العمليات الاستشهادية عام 1996 انتقامًا لاغتيال المهندس يحيى عياش.
سبق أن تحدثت تقارير إسرائيلية عن جهود أبي البراء، بأن ذكرت أنها كانت في اتجاهين خلال سنوات انتفاضة الأقصى، الأولى في هيكلة كتائب القسام وتنظيم جيشها المتفرق بين ألوية وكتائب ومجموعات، والثاني بسد الفراغ بعد اغتيال المهندس عدنان الغول عام 2004، للخروج بمشروع للتصنيع المحلي بما يخدم المقاومة برا وبحرا وجوا.
لذا بسبب دوره في الحركة خاصة بعد الانتفاضة الثانية، صار ملاحقًا من إسرائيل التي أدرجت اسمه ضمن أبرز المطلوبين للاغتيال، وحاولت اغتياله خلال اجتماع هيئة الأركان عام 2006 مع الضيف وقادة الصف الأول في كتائب القسام، لكنه خرج منها مصابًا ولم يتحقق هدف الاحتلال في تصفيته، كما دمرت مقاتلات حربية إسرائيلية منزله مرتين خلال العدوان على غزة عامي 2014 و2021، وهو العدوان الذي استشهد فيه أخوه وائل.