مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران لا تتوقف عن مهاجمة السفن التي تمر عبر البحر الأحمر، على الرغم من عدم الوصول إلى هدفهم بإيذاء إسرائيل اقتصاديًا عقب حرب أكتوبر في قطاع غزة، حيث تقوم مليشيا الحوثي بالهجوم على السفن التي تمر في البحر الأحمر نحو طريق التجارة العالمي في عمليات قرصنة كبرى.
ومؤخرًا، تم الكشف عن زيادة كبري لهجمات المليشيات الإرهابية على السفن، في تكثيف واضح للقرصنة الإرهابية، ولكن أوسع هجوم حوثي شهده هذا الممر المائي المهم دوليًا أتى أمس السبت مع إعلان الجيش الأميركي إسقاط 32 مسيرة أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران، في البحر الأحمر وخليج عدن.
اشتراك إيران في هجمات الحوثي بات واقعًا في ظل تواجد الحرس الثوري الإيراني على رادار المساعدات التي تشهدها الهجمات الحوثية، وهو ما أكده وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، مضيفًا أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ جسرًا لتزويد جماعة الحوثي بالأسلحة الدقيقة التي تستخدمها في هجماتها بالبحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، عبر شبكات تهريب متخصصة، أشار عدد من المتخصصين والمراقبين البحريين إلى دور إيراني عبر السفن.
بينما في نفس السياق، يرى ضابط سابق بالجيش الأميركي، أن دقة الاستهداف لدى الحوثيين تشير إلى دور إيراني محتمل، وألمح ديفيد دي روش، الكولونيل السابق في الجيش الأميركي، والمحاضر أيضًا في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، إلى دور محتمل للسفينة بهشاد الإيرانية في الضربة التي استهدفت قبل أيام سفينة ترو كونفيدنس التجارية في خليج عدن، حسب ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي، وأضاف: في تقييمي وتقييم الجميع، تستخدم بهشاد لتوفير بيانات الاستهداف لصواريخ الحوثيين “وهذا ما يجعلها دقيقة، وقاتلة”.
بدوره، اعتبر جون جاهاجان، رئيس شركة سيدنا جلوبال المتخصصة في المخاطر البحرية، أن سلوك بهشاد، “غير عادي”، كما أشار إلى أن تحركاتها “تطرح أسئلة كبيرة حول دورها في الأزمة الحالية”.
وأردف متسائلا: “إذا لم تزود الحوثيين بمعلومات استخباراتية عن تحركات السفن، فماذا تفعل إذا؟”، وفق ما نقلت صحيفة “فايننشال تايمز”.
ويرى الباحث السياسي اليمني، مرزوق الصيادي، أن مليشيات الحوثي معروفة للجميع إنها تهاجم لمصلحة إيران، وما تقوم به في إيران نفسها هو نشر الأفكار الإيرانية بالأوساط الشعبية، وكذلك فالدعم الذي يتلقاه قائد مليشيات الحوثي من طهران كبير للغاية.
وأضاف الصيادي – في تصريحات خاصة لملفات عربية -، إن هناك مؤسسة بحرية رائدة في إيران لتلقي تعليمات من مسؤولي الحرس الثوري، وقامت بتدريب مليشيات الحوثي، وظهر تفاصيل التدريب، التي جمعتها مصادر استخباراتية في إيران، تورط طهران المباشر في توسيع الصراع في الشرق الأوسط.