تستمر الحرب في غزة لليوم الـ156 على التوالي، إذ أسفرت عن أضرار بقيمة 30 مليار دولار، ووصل الدمار في مبانيها إلى 80٪ لتواجه المساعدات الإنسانية أزمات عدة في الدخول اليها، لذا تتجه العديد من البلدان لمبادرة إنشاء رصيف بحري مؤقت لتجنب انتشار الجوع والموت بالأرض الفلسطينية المحتلة.
لذا أعلنت القيادة المركزية الأميركية صباح اليوم الأحد، أن السفينة الجنرال فرانك إس بيسون التابعة للجيش الأميركي غادرت قاعدة “لانجلي -يوستيس” المشتركة في طريقها إلى شرق البحر المتوسط لتقديم المساعدات الإنسانية لغزة عن طريق البحر، مضيفة أن سفينة الدعم اللوجستي “بيسون” غادرت “بعد أقل من 36 ساعة من إعلان الرئيس جو بايدن أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية لغزة عن طريق البحر”، كما أن السفينة “تحمل المعدات الأولى لإنشاء رصيف مؤقت لتوصيل الإمدادات الإنسانية الحيوية”.
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن أن الجيش الأميركي سيقيم رصيفًا مؤقتًا على ساحل البحر الأبيض المتوسط في غزة، وكشف عن الخطة خلال خطابه عن حالة الاتحاد أمام الكونغرس بعد الموافقة الأسبوع الماضي على إسقاط مساعدات أميركية جوا في غزة.
وجاء إعلان بايدن والذي ورد في خطابه عن حالة الاتحاد يوم الخميس، عقب تحذيرات الأمم المتحدة من حدوث مجاعة واسعة النطاق بين سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون بعد خمسة أشهر من شن إسرائيل هجومها على القطاع الضيق ردًا على هجوم حماس.
وأوضح متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن الميناء المؤقت الذي تسعى واشنطن إلى إنشائه لتسريع إيصال المساعدات إلى غزة سيستغرق التخطيط له وتنفيذه “عدة أسابيع”، مضيفًا أن الولايات المتحدة تهدف في نهاية المطاف تقديم مليوني وجبة إلى مواطني غزة يوميًا.
وتابع: أن العملية ربما تتضمن ألف جندي أميركي، إلا أن القوات الأميركية لن تكون على أرض غزة، موضحًا “نحن بصدد تحديد الموارد والقوات التي سيتم نشرها لإنشاء الميناء المؤقت في ساحل غزة”، وأن واشنطن تعمل على وضع التفاصيل مع دول شريكة في الشرق الأوسط.
ولا توجد في غزة بنية تحتية للموانئ، لذا تعتزم الولايات المتحدة في البداية العمل مع قبرص، التي ستوفر عملية فحص الشحنات بالتعاون مع مسؤولين إسرائيليين، مما يلغي الحاجة إلى عمليات تفتيش أمنية في غزة، وأصبح معظم سكان غزة الآن نازحين داخليًا، وتواجه عملية إدخال المساعدات الكثير من العراقيل عند نقاط التفتيش الحدودية البرية.
وكانت معظم المساعدات تأتي عن طريق البر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، ومنذ ديسمبر، عبر معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، إلا أن وتيرة دخولها لا تزال شديدة البطء.
واشتكت الأمم المتحدة من عدة عقبات تواجهها في إدخال وتوزيع الإمدادات، منها إغلاق المعابر والقيود على الحركة والاتصالات وإجراءات الفحص الشاقة واضطرابات وطرق مدمرة وذخائر غير منفجرة، وبدأت بعض الدول، منها الولايات المتحدة والأردن، في إنزال المساعدات جوّاً، رغم أن وكالات إغاثة تقول: إن الإنزال الجوي يوفر كميات أقل بكثير مما يمكن إدخاله على الشاحنات عبر البر.
وحتى الآن، لم تعلق حركة حماس على ذلك الأمر، سوى بتصريحات للقيادي محمد نزال قال خلالها: إن المقترح “لا يزال غامضًا ويثير الكثير من التساؤلات”، وتابع: أن طرح الإدارة الأميركية لبناء الميناء البحري في هذا الوقت بالذات يحتاج إلى الكثير من التفاصيل حول مهمات الميناء وإدارته وموقف الاحتلال منه، وقال: إن المقترح “يحمل تناقضات غير مفهومة ولا مبررة ولا مفسرة”.
وأشار إلى أن “حماس تقدمت بطلب تشييد ميناء بحري من وإلى قطاع غزة حتى نتلافى المشكلات التي واجهتنا على المعابر، وكان هذا الطلب يرفض دائمًا”.
بينما رفض المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري ولفت – خلال مؤتمر صحفي في جنيف ذلك الاقتراح الأميركي-، قائلا: إنها “المرة الأولى التي أسمع أحدا يقول إننا بحاجة إلى استخدام رصيف بحري. لم يطلب أحد رصيفًا بحريًا، لا الشعب الفلسطيني ولا المجتمع الإنساني”، كما اعتبر أن الاقتراح الأميركي أنه “خبيث” جاء استجابة لمصالح انتخابية، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة تقدم في الوقت نفسه قنابل وذخائر ودعمًا ماليًا لإسرائيل.
بينما أكد مراقبون، أن الدخول إلى وضع غزة عن طريق المساعدات الإنسانية والتخفيف عن السكان، هو برنامج متكامل ينتمي لرؤية أميركية إسرائيلية وتشترك بها أطراف عربية، وهي المرحلة الثانية بعد التجويع الشديد بفرض آلية برعاية أميركية لمعالجة أزمة الجوع لتحييد دور حركة حماس في القطاع.