300 يومٍ على حرب مدمرة في السودان ما بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان، كانت كفيلة بخراب و تهجير ونزوح ملايين المواطنين بعدما أصبحت البلاد شعلة من النيران، بالإضافة إلى طلقات النيران المنتشرة في كل مكان بمختلف المحافظات السودانية.
كما تنتشر الجثث في الشوارع في حين تحذر الأمم المتحدة من احتدام القتال مع دخول الحرب للشهر العاشر، وتشير تقارير سودانية لكارثة إنسانية وصحية مع نفاذ المواد الغذائية والصحية.
ومع اكتمال حرب السودان لـ 300 يومٍ، خلفت 13 ألف قتيل و10 ملايين نازح، ودمارًا هائلاً في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة وخسائر اقتصادية قدرت بنحو 120 مليار دولار، شهدت الأيام الأربع الأخيرة المزيد من التصعيد خصوصًا في أم درمان والخرطوم بحري شمال العاصمة الخرطوم، وفي عدد من مناطق كردفان ودارفور وسط أنباء عن مقتل المئات من المدنيين.
وقالت نقابة أطباء السودان: “إن آلة الحرب تواصل حصد أرواح السودانيين وتدمير ممتلكاتهم ومؤسساتهم وحياتهم العامة”، مشيرة إلى أن الوضع الإنساني الكارثي أصبح أكثر تعقيدًا، وتواجه العديد من الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن والحوامل صعوبة كبيرة في الخروج من مناطق القتال أو الأماكن غير الآمنة مما يعرض حياتهم للخطر.
واليوم، عادت الاتصالات جزئيًا إلى السودان في غالبية المدن الشمالية والشرقية، بعد أن بقي خارج التغطية لنحو أسبوع، وأعلن عادل حسن وزير الاتصالات السوداني عن عودة شبكة سوداني، وشركة “سوداني” للاتصالات نجحت في إنشاء مركز معلومات بديل في مدينة بورتسودان شرقي البلاد، بعد أن تسبب انقطاع الإنترنت في السودان لدخول البلاد في عزلة كلية في ظل استمرار الحرب.
ووفقًا لتقرير صحيفة سودان تربيون التى كشفت عن انقطاع الإنترنت، فقد دخلت غالب مدن السودان في شماله وشرقه الخدمة الخاصة بشركة سوداني وسط شكاوى من مشكلات تواجه الاتصالات المباشرة، مع خدمات جزئية للإنترنت.
ومنذ اندلاع القتال في منتصف إبريل الماضي، تعرضت أكثر من 300 منشأة تاريخية وحيوية في الخرطوم ومدني ودارفور وكردفان لدمار شامل أو جزئي، كما فقد مئات الآلاف من سكان الخرطوم القدرة على العيش في منازلهم بسبب ما لحق بها من دمار كلي أو جزئي جعلها عرضة للخطر.
وقد دمرت الحرب عشرات الآلاف من منازل سكان الخرطوم والمئات من المنشآت المدنية الحيوية والتاريخية بما في ذلك جسور ومتاحف ومنشآت بنية تحتية ومباني وزارات وبنوك وجامعات وغيرها، واعتبر مراقبون أن الدمار الكبير الذي لحق بالخرطوم ومناطق أخرى في البلاد يزيد من الأعباء الاقتصادية والمالية المترتبة على الحرب.
وقال المحلل السياسي السوداني عادل حمد: إن التقديرات تشري إلى خسائر ما بين 500 إلى 600 مليون دولار يوميًا نتيجة للحرب، حيث يخسر السودان المزيد من البنية التحتية وأملاك المواطنين بما في ذلك المصانع والأسواق، والحرب جرفت 20% من الرصيد الرأسمالي للبنية الاقتصادية التحتية المقدر بنحو 550 مليار دولار، كما أن الناتج المحلي البالغ 36 مليار دولار سيتراجع 20%.
وأضاف حمد – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، إلى أن التقديرات الخاصة لخسائر الرصيد للبنية الاقتصادية وتلك الناجمة عن انكماش الناتج المحلي تصل إلى نحو 120 مليار دولار حتى الآن، كما تم تآكل موجودات البنوك السودانية المقدرة بنحو 45 تريليون جنيه بمقدار النصف بعد أن فقدت العملة الوطنية أكثر من 50 في المئة من قيمتها خلال الفترة الأخيرة، حيث يجري تداول الدولار الواحد حاليًا بنحو 1100 جنيه مقارنة مع 600 جنيه قبل اندلاع الحرب.