عقب أكثر من خمس أشهر على حرب دموية عصفت بما يقرب من 29 ألفاً قتيل، يبدوا وأن اجتماع القاهرة سيكون هو الأمل الأخير لوقف نزيف الدماء في قطاع غزة، والذي بدأ حربًا بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس منذ السابع من أكتوبر في العام الماضي.
ومع سعي نتنياهو في إسرائيل لاقتحام رفح مع رفض دولي وتهديد مصري بإيقاف معاهدة السلام في حال تم الاجتياح، بدأ اجتماع القاهرة ليفتح أبواب الأمل أمام أهالي قطاع غزة المكتظين في مدينة رفح، بعدما نزحوا من الشمال نحو الحدود المصرية.
وقد التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع مسؤولين مصريين في القاهرة اليوم الثلاثاء؛ لبحث موقف التهدئة في قطاع غزة.
الاجتماع جاء في ظل تزايد الضغوط الدولية للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس، وجاء ذلك بعدما قررت الحكومة الإسرائيلية رسميًا المشاركة في اجتماع القاهرة الأمني الذي يعقد بمشاركة أميركية ومصرية وقطرية لبحث تطورات صفقة تبادل الأسرى المحتملة بين حركة حماس وإسرائيل، وجاء القرار الإسرائيلي بعد تردد لأيام في ظل ما وصفها الإسرائيليون بالمواقف المتصلبة لحماس في صفقة التبادل.
الوفد الإسرائيلي يتكون من رئيس جهاز الموساد دافيد بارنياع ورئيس الشاباك رونين بار واللواء نيتسان ألون، ويشارك في الاجتماع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وطرحت إسرائيل مسودة جديدة تتمتع بقدر معين من المرونة، “على أمل أن تؤدي إلى انفراجه في المفاوضات”، ترفض الولايات المتحدة التحدث حاليًا عن وقف الحرب وتفضل طرح فكرة “هدنة” طويلة مع إطلاق سراح الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
محادثات الرهائن ووقف إطلاق النار في القاهرة تدخل فترة حرجة مدتها 24 ساعة، حيث تعتبر حماس أن الـ 24 ساعة القادمة من محادثات الرهائن ووقف إطلاق النار الجارية الجارية في القاهرة يوم الثلاثاء حاسمة، حيث هناك إصرارًا واضحًا وقويًا لدى الوسطاء على التوصل إلى تفاهمات لوقف إطلاق النار والبدء بعملية تبادل للإفراج عن الأسرى من الجانبين، وإدخال المواد الغذائية والإمدادات الطبية والنفطية.
وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات: إن الجهود الحالية تتمحور حول وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع يتضمن ضمانات باستمرار المفاوضات نحو وقف دائم لإطلاق النار في نهاية المطاف، وقال الدبلوماسي: إن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به ووصف محادثات القاهرة بأنها حاسمة في سد الفجوات المتبقية بين الأطراف.
وقال عضو مجلس النواب المصري محمود بدر: إن القاهرة تستضيف اجتماعًا سيكون فاصل جدًا في تحديد مسارات كثيرة، وعلى جميع الأطراف السماع لنداء العقل والضمير وهو ما يمثله الجانب المصري، وهدف مصر الوحيد حاليًا هو وقف نزيف الدم الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية وأن السلام يعم المنطقة كلها.
وأضاف بدر، أن ما يحدث هو ثوابت مصر عبرت عنها من بداية الأزمة إلى الآن، رافضاً ما يحدث من مزايدة ضد مصر، ولكن الأهم هو رفض تصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسري للشعب الفلسطيني من أراضيه، وعدم توسيع رقعة الصراع في المنطقة بما يؤثر علي استقرارها.