يبدوا وأن نتنياهو يريد استمرار الحرب من أجل مصلحته الشخصية، على الرغم من وقوع الآلاف من الضحايا في قطاع غزة، إلا آن ما يحدث في رفح الفلسطينية قد يعد أزمة عالمية كبرى في ظل وجود ما يقرب من مليون و300 ألف من النازحين.
ومؤخرًا طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعادة تعبئة جنود الاحتياط من أجل الاستعداد للاجتياح العسكري في رفح، حيث لم يعلن نتنياهو، بعد ملامح خطة اجتياح مدينة رفح الفلسطينية على الحدود مع مصر ولا مدتها.
وقد أمر نتنياهو الجيش بالتحضير لإخلاء رفح؛ تمهيدًا لشن عملية عسكرية في المدينة التي يتكدس فيها أكثر من مليون شخص من سكانها والنازحين إليها من شمال ووسط القطاع، قائلاً – في بيان صدر عن مكتبه بشأن هدفها- : “لا يمكن تحقيق أهداف الحرب بالقضاء على حماس وترك 4 كتائب لحماس في رفح”.
ومع ذلك يتواجد رفض مصري قاطع لتلك الخطوة التي تعد خرقًا لمعاهدة السلام 1979 بين الجانبين.
وقام المسؤولون المصريين ببحث نظرائهم الغربيين على إبلاغ إسرائيل بأنهم يعتبرون أي تحرك لإجبار سكان غزة على العبور إلى سيناء بمثابة انتهاك من شأنه أن يعلق فعليًا معاهدة السلام لعام 1979، حيث تنص معاهدة السلام على تقسيم سيناء المصرية إلى 3 مناطق: “أ” و”ب” وهما محددتان بعدد معين من القوات، وصولا إلى المنطقة “ج” منزوعة القوات والسلاح العسكري، التي كان يوجد فيها قوات شرطية بسلاح خفيف.
وعلى الجانب الإسرائيلي فهناك النقطة “د”، وهي وفق توقيع مصر وإسرائيل 3 اتفاقات مشتركة وهي “اتفاقات كامب ديفيد”، ومعاهدة السلام”، و”معاهدة المعابر”، وتضمنت معاهدة السلام وجود منطقة “د” بعمق 4 كيلو مترا على الجانب الإسرائيلي، وهي تنص على ما يلي:
منطقة حدودية تقع بالأراضي الفلسطينية وتخضع لسيطرة إسرائيل، لا يمكن أن يتواجد أكثر من 4 آلاف جندي إسرائيلي بها، وتسليحهم بأسلحة قوات المشاة الميكانيكي فقط، دون وجود مدرعات ومدفعية أو طيران، ويسمح بأن يكون لديها نحو 180 مركبة، إضافة إلى منشآت عسكرية وتحصينات ميدانية، وأي دخول قوات مدرعة أو مدفعيات أو مجنزرات يكون بمثابة خرق إسرائيلي لمعاهدات الثلاث.
وقال المحلل السياسي فهد الشليمي: إن قرار نتنياهو بتصعيد الهجمات على رفح لا يوجد مفر أمامه سوى التصعيد؛ لإنه في حال أنه وقف ولم يصعد سيتم عزله في إسرائيل، وإذا عزل سيتم محاكمته وهو يريد تحقيق أكبر قدر من المكاسب خصوصًا بعد ضغط الإدارة الأمريكية عليه.
وأضاف الشليمي – في تصريحات خاصة لملفات عربية -، أن بالنسبة للجيش المصري فهو يوصل رسالة بمنع دخول الفلسطينيين إلى رفح المصرية، وبالتالي أمام نتنياهو أن يقوم بجرائم حرب تضاف إلى الجرائم الأخرى، وهناك ضغط كبير ويريد ان يحصر السكان، وكل تصريحات دول العالم لا تؤيد نتنياهو ولكن هو لا يستجيب، واتحاد دول العالم هي فرقعات إعلامية وليست سياسية جادة لوقف الحرب.