منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي وتقوم إسرائيل بعمليات عسكرية في قطاع غزة استهدفت المدنيين بالقطاع مما سبب عدد وفيات تجاوز الـ 25 ألفاً وأضعافهم من المصابين أغلبهم من النساء والأطفال مع مئات الآلاف من النازحين في عملية هي الأقوى منذ عقود.
ما حدث في قطاع غزة استدعى من دولة جنوب إفريقيا أن تقاضي إسرائيل أمام المحكمة الدولية بتهم تتعلق بالإبادة، وهو ما وضع إسرائيل في موقف صعب أمام العالم الذي بات يشهد على ما تقوم به للشعب الفلسطيني.
وآخر التداعيات هو إصدار محكمة العدل الدولية حكماً ابتدائياً وتدابير طارئة بحق إسرائيل في الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا متهمة إسرائيل بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية.
وقد تضمن الحكم، اتخاذ جميع التدابير لمنع أي أعمال يمكن اعتبارها إبادة جماعية، وضمان عدم قيام الجيش الإسرائيلي بأي أعمال إبادة، ومنع ومعاقبة أي تصريحات أو تعليقات عامة يمكن أن تحرض على ارتكاب إبادة جماعية في غزة، واتخاذ جميع الإجراءات لضمان وصول المساعدات الإنسانية، وعدم التخلص من أي دليل يمكن أن يستخدم في القضية المرفوعة ضدها، وتقديم تقرير للمحكمة خلال شهر بمدى تطبيقها لهذه التدابير والأحكام.
وقد طلبت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة من إسرائيل، الجمعة، “منع ومعاقبة التحريض على الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين”، دون أن تأمر بوقف إطلاق النار كما طلبت جنوب أفريقيا، ورفعت جنوب إفريقيا بالدعوى في محكمة العدل الدولية الشهر الماضي، وطلبت منها فرض إجراءات طارئة لوقف القتال الذي أودى بحياة أكثر من 26 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وقال القضاة خلال نطق الحكم إنه يتعين على إسرائيل اتخاذ جميع الإجراءات في حدود سلطتها لمنع قواتها من ارتكاب أعمال إبادة جماعية ومعاقبتها على ذلك، بالإضافة إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ويقول الباحث السياسي طارق فهمي، إن قرار المحكمة يلزم إسرائيل برفع الحصار عن المواد الأساسية، كالدواء والمياه والغذاء وهو الأمر المهم جداً بالنسبة للناس الذين يموتون من الجوع، إلى جانب إلزام إسرائيل بتنفيذ ما ورد من طلبات أخرى للمحكمة، وهو ما استدعى جلسة لمجلس الأمن سريعة لبحث القرار.
وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”، أن القرار هام ومفصلي من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، إذ إن مجرد قبول النظر بالقضية من قبل محكمة العدل الدولية، وقبول اختصاصها وصلاحياتها في أصل الدعوى يشكل انتصاراً لجنوب إفريقيا وأزمة لإسرائيل أمام أعلى هيئة قضائية دولية في العالم، وهو ما يثير الآن سؤالاً عن ماذا ستفعل إسرائيل في المستقبل؟ خاصة أنها حتى الآن لم تحقق أي انتصار.