أكثر من مائة يوم على حرب دموية في قطاع غزة، الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر لم تجد حتى الآن حلولاً أملاً في إيقافها لحماية المدنيين من آلة القتل التي تحصد آلاف الأرواح ويومياً يقتل ما يقرب من 250 شخصا جراء الحرب القاتلة.
الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة حصدت حتى الآن أكثر من 23 ألف قتيل، مع احتمالية تواجد آلاف آخرين ربما قضوا تحت الأنقاض بدون التمكن من انتشال جثثهم، ويُضاف إلى هؤلاء عدد غير معروف من المقاتلين في فصائل فلسطينية قضوا في أنفاق دمرها الإسرائيليون.
وفيما قالت وزارة الصحة في غزة، أمس، إن القوات الإسرائيلية ارتكبت 13 مجزرة في الساعات الـ24 الماضية راح ضحيتها 151 قتيلاً و248 إصابة، سجّلت الاشتباكات سخونة كبيرة في مناطق وسط قطاع غزة وجنوبه.
فيما حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” من جسامة الدمار والموت، وقال رئيس الوكالة فيليب لازاريني الذي يزور المنطقة الساحلية: إن “جسامة الموت والدمار والتهجير والجوع والخسارة والحزن في الأيام المئة الماضية تلطخ إنسانيتنا المشتركة”.
كما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1.9 مليون شخص أو نحو 85% من السكان، اضطروا إلى مغادرة منازلهم. ولجأ كثيرون إلى رفح أو إلى مناطق أخرى في جنوب هذه المنطقة الصغيرة، بينما كررت وزارة الصحة المحلية أنها لا تملك بنية تحتية لاستيعابهم.
أما المستشفيات في غزة فتوقف العديد منها عن العمل، وذكرت منظمة الصحة العالمية أن أقل من نصف المستشفيات في القطاع يعمل جزئيا فقط.
من جهته، أقر الجيش الإسرائيلي، أمس، بمقتل ضابط احتياط برتبة رائد، مشيراً إلى أنه هاجم مسلحين في خان يونس، ودمر فتحات أنفاق وقصف أبنية فيها مقاتلون وذخيرة ومنصات إطلاق قذائف، كما دمر في وسط قطاع غزة، وتحديداً في حي المغراقة موقعيْن يحتويان على منصات جاهزة لإطلاق القذائف الصاروخية.
في مقابل ذلك، أعلنت “كتائب القسّام” أنها استهدفت 6 دبابات ميركافا وناقلة جند وجرافة شرق خان يونس، في غضون ذلك، قال قائد الجيش الإسرائيلي هيرتسي هليفي: إن بلاده ستدرس السماح للفلسطينيين النازحين من شمال غزة بالعودة “عندما لا يكون هناك خطر عليهم”.
ويبدو أن هذا الموقف يمثل تنازلاً للأميركيين الذين يتمسكون بضرورة السماح بعودة السكان إلى شمال غزة، وهو أمر رفضته القيادة الإسرائيلية التي ربطت حصول ذلك بترتيب صفقة جديدة لتبادل السجناء والأسرى والرهائن مع حركة “حماس”.