شهد قطاع غزة هجومًا عنيفًا من الطائرات الحربية الإسرائيلية يوم الجمعة، وذلك بعد انتهاء الهدنة بين الطرفين.
واستأنف الجيش الإسرائيلي القصف في مناطق متعددة شمالًا وجنوبًا من القطاع، وسقوط عدد كبير من الضحايا والجرحى جراء الهجمات الإسرائيلية، كما أعلنت الفصائل الفلسطينية قصف مدن وبلدات إسرائيلية ردًا على الغارات التي نفذها الجيش الإسرائيلي.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن المدفعية الإسرائيلية قامت بقصف منازل المدنيين غرب مدينة غزة.
فيما أعلنت وزارة الداخلية في غزة عن وقوع غارات إسرائيلية جنوب القطاع، وذلك بعد انتهاء الهدنة التي استمرت لمدة سبعة أيام وشهدت تمديدها مرتين، سمحت بتبادل الرهائن والأسرى بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي وبتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
يذكر أنه قبل انتهاء الهدنة، جرت مفاوضات لتمديدها وسط تصاعد التوترات الميدانية التي أدت إلى استمرار التوتر في القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ أُطلق من غزة، وتفيد التقارير بمحاولات تجديد الهدنة ليوم ثامن، مع استمرار الاشتباكات في محور شمال غرب مدينة غزة وتحليق مكثف للطائرات العسكرية والمسيرات في المناطق الشمالية الغربية للمدينة.
وأكد اعتراضه عملية إطلاق من غزة، وتفعيل منظومة الدفاع الجوي، مع انطلاق صفارات الإنذار ونجاح الاعتراض دون الإعلان عن جهة مسؤولة عن الإطلاق.
وتم سماع أصوات إطلاق نار مع استمرار التحليق الكثيف للطائرات الحربية والمسيرات في المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزة، وأعلنت الفصائل الفلسطينية قصف قوات الجيش الإسرائيلي شمال غربي مدينة غزة، بصواريخ رجوم وقذائف هاون.
كما قالت في بيان، إنها هاجمت مدنا وبلدات إسرائيلية صباح الجمعة رداً على جرائم العدو في قطاع غزة، وتم إجلاء 4 جنود إسرائيليين أصيبوا داخل قطاع غزة، ونقلهم بمروحية عسكرية إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع.
وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” ليل الخميس، بأن الطرفين اتفقا على تمديد الهدنة المؤقتة ليوم ثامن، وذلك بعد حديث هيئة الاستعلامات في مصر أن الوسطاء يضغطون نحو تجديد الهدنة ليومين إضافيين، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي استأنف الحرب على غزة، واتهم في بيان الحركة بخرق شروط الهدنة، من دون أن يوضح أكثر.
فيما ارتفع عدد الشهداء في غزة منذ أن استأنفت إسرائيل عمليتها العسكرية صباح الجمعة إلى أكثر من 100 شهيد، بحسب ما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، وذكرت الإذاعة الرسمية الفلسطينية أحدث الأرقام، بحسب رويترز.
وأعربت الأمم المتحدة عن أسفها العميق لاستئناف العمليات القتالية الدامية في قطاع غزة اليوم الجمعة بعد انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، ووصفت الوضع بأنه “كارثي”.
وأعربت المنظمة أيضا عن قلقها إزاء التلميحات إلى أن إسرائيل قد تسعى إلى توسيع هجومها العسكري داخل الأراضي الفلسطينية.
واستؤنف القتال في غزة فور انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعًا، وتم الإبلاغ عن أول حالة وفاة بعد دقائق، وفقًا لمسؤولي الصحة في القطاع.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “يؤسفني بشدة أن العمليات العسكرية بدأت مرة أخرى في غزة”.
ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، استئناف الأعمال العدائية بأنه “كارثي”، وحث على مضاعفة الجهود لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية وحقوق الإنسان.
وأضاف تورك، أن “التصريحات الأخيرة للقادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين التي تشير إلى أنهم يخططون لتوسيع وتكثيف الهجوم العسكري مثيرة للقلق للغاية”.
ودعا تورك إلى “وقف فوري للعنف، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المتبقين، ووقف إطلاق الصواريخ العشوائية واستخدام الأسلحة المتفجرة ذات الآثار واسعة النطاق في المناطق المأهولة بالسكان”، وتابع: “ما زلت آمل أن يكون من الممكن تجديد الهدنة التي تم تحديدها. إن العودة إلى الأعمال العدائية تظهر فقط مدى أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني حقيقي”.
قال رئيس الصليب الأحمر لوكالة فرانس برس يوم الجمعة إن تجدد القتال في غزة أعاد “الوضع الكابوسي” للأراضي الفلسطينية.
وفي حديثه على هامش محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ Cop28 في دبي، قال روبرت مارديني: “الناس عند نقطة الانهيار، والمستشفيات عند نقطة الانهيار، وقطاع غزة بأكمله في حالة محفوفة بالمخاطر للغاية”.
وقال مارديني إن استئناف القتال يعيد سكان غزة “إلى الوضع الكابوسي الذي كانوا فيه قبل سريان الهدنة”، وأشار إلى “معاناتهم ودمارهم وخوفهم وقلقهم وظروفهم المعيشية غير المستقرة”.
وأوضح مارديني: “لا يوجد مكان آمن يذهب إليه المدنيون”، مشدداً على التحديات التي تواجهها المستشفيات والمنظمات الإنسانية، وقال: “لقد رأينا في المستشفيات التي تعمل فيها فرقنا، أنه خلال الأيام الماضية، وصل مئات الأشخاص المصابين بجروح خطيرة”، وأضاف: “لقد تجاوز تدفق الجرحى الخطيرين القدرة الحقيقية للمستشفيات على استيعاب الجرحى وعلاجهم، لذلك هناك تحدٍ هائل”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت أهدافا لحماس في غزة الجمعة، في حين تحدث صحافيون في وكالة فرانس برس عن غارات جوية في شمال وجنوب القطاع.
واستؤنفت الحرب بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخا أطلق من غزة، وهو الأول من القطاع منذ إطلاق صاروخ بعد دقائق من بدء الهدنة في 24 نوفمبر.