لقاء حمل الكثير من المعاني، حيث شهد تباينا واضحا داخل رؤى وأفكار الدول العربية في رسالتها الواضحة لأميركا، حيث تسعى نهائياً وبشكل فوري لوقف إطلاق النيران لحماية المدنيين من النساء والأطفال في قطاع غزة، الذي يعاني منذ شهر صعوبات الحياة إثر قصف إسرائيلي وحصار متتالٍ على قطاع غزة.
وشهد لقاء في العاصمة الأردنية عمّان لقاء بين وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية الأميركي الذي رفض بشكل قاطع وتمسك بالحرب على حركة حماس داخل قطاع غزة، بينما شدد الموقف العربي على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية ضد القطاع ورفض تهجير الفلسطينيين منه، وهو المخطط المعلن.
تصريحات بلينكن أوضحت بشدة ماذا يحدث من حرب، وأن العاهل الأردني الملك عبد الله أكد لوزراء الخارجية العرب على مسؤولية توحيد المطالب العربية للوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال بلينكن في ختام اجتماعات عمان: إن التوصل إلى وقف إطلاق النار الآن سيمكن حركة حماس من تجميع قواها وإعادة ما قامت به في 7 أكتوبر، في إشارة إلى هجومها الواسع المفاجئ على غلاف غزة الذي أوقع ما لا يقل عن 1400 قتيل إسرائيلي ونحو 250 رهينة.
وتمسك الوزير الأميركي بأن الحاجة إلى حماية المدنيين الفلسطينيين، لن يكون على حساب دعم واشنطن لحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها ضد حركة حماس، علماً بأنه وصل إلى الأردن من إسرائيل التي أبلغته رفضها هدنة إنسانية في القطاع إلا إذا أفرجت حماس عن رهائنها، بالكامل وفي نفس الوقت تسعى حماس لهدنة عن طريق الإفراج عن المدنيين فقط من الرهائن.
وقد بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، على هامش اجتماع عمان، سبل دعم الجهود الرامية إلى وقف تصعيد العمليات العسكرية في غزة ومحيطها، وشدد الأمير فيصل بن فرحان خلال اللقاء، على رفض المملكة القاطع لعمليات التهجير القسري لسكان غزة، مؤكداً إدانة المملكة لاستهداف المدنيين بأيّ شكل.
وتخطط إسرائيل لتشكيل هيئة تحكيم خاصة بغرض محاكمة مسلحي حركة حماس الذين تم اعتقالهم في هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، وسط مطالبات بأن تجرى المحاكمات وفق قانون النازية الذي يسمح بصدور أحكام إعدام ضد المدانين.
ويقول الباحث السياسي أيمن الرقب: إن قمة عمّان كنا منتظرين أن يخرج منها شيء على أقل تقدير هدنة إنسانية لإدخال مساعدات طبية وغذائية في قطاع غزة، ولهذا لا يتم بشكل كامل ووزير الخارجية الأميركي كان مصراً على تبني الرواية الإسرائيلية بشكل كامل، وأن ما حدث في قصف المستشفيات والإسعاف كان يستهدف مقاتلين، والحرب حتى هذه اللحظة لا يمكن إيقافها.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن البيت الأبيض يتبنى الرؤية الإسرائيلية، وهناك تلميحات من بايدن بأنه قد يتمكن من هدنة إنسانية وليس وقف إطلاق النار، ولكن حتى الآن لم تتبلور بشكل كامل، والمؤتمر بعد لقاء عمّان كشف عن التباين في الموقفين: الجانب العربي يريد إيقاف الحرب وإدخال مساعدات، والموقف الأميركي رافض لذلك.