أزمات يعيشها قصر الإليزيه في باريس، بشكل خاص بعدما خسر عدة أماكن إقليمية بعد انقلابات إفريقيا التي أطاحت بنفوذ باريس من منطقة الساحل الإفريقي، ومن ثم الخلافات والشغور الرئاسي في لبنان والذي تسعى باريس لاحتوائه عن طريق لجنة دولية خماسية بمشاركة مصر وقطر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، لانتخاب رئيس للبنان بعد فترة كبيرة من الشغور الرئاسي.
حرب إسرائيل على قطاع غزة قد تجبر فرنسا على خسارة جديدة، وهو ما تسعى بسببه فرنسا وتكثف جهودها للتهدئة عن طريق اتصالات متعددة، الاتصالات الإقليمية والدولية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأيام الأخيرة مع القادة الرئيسيين في الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ماكرون ينوي بشكل واضح التواصل مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالنظر للدور الذي تعتبر باريس أن إيران تلعبه في الحرب القائمة حالياً بين إسرائيل وحماس، كذلك أرسل ماكرون وزيرة خارجيته كاترين كولونا إلى المنطقة في جولة تشمل إسرائيل ومصر ولبنان.
ماكرون أكد أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها وفي اتخاذ التدابير الضرورية كافة للقضاء على المجموعات الإرهابية التي تستهدف سكانها، إلا أنه بالتوازي، حث إسرائيل على الالتزام بالإجراءات كافة التي من شأنها تجنيب استهداف المدنيين في غزة وفي أي مكان آخر، وعلى احترام القانون الدولي الإنساني.
وباريس تسعى بشكل مباشر إلى منع تمدد الحرب إلى الجنوب اللبناني، وذلك بالضغط على إيران لحملها على الامتناع عن التدخل في الحرب الدائرة، وعلى حزب الله الذي تواصل باريس الحوار معه، وذلك لتجنب فتح جبهة ثانية شمال إسرائيل، وفق ما جاء في بيان الإليزيه.
وعبرت مصادر رئاسية في باريس عن قلق بالغ بسبب التوتر القائم على جانبي الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وتواصل التراشقات وسقوط ضحايا، كما أنها دعت حزب الله واللبنانيين بشكل عام إلى أن يلتزموا بواجب ضبط النفس لتجنب فتح جبهة ثانية في المنطقة، سيكون لبنان ضحيتها الأولى»، و«عدم توفير ذريعة تعيد لبنان مجدداً إلى الحرب.
وترى باريس أن لإيران دوراً تؤديه يمكن أن يكون سلبياً للغاية في الوضع الحالي، كما يمكن أن يكون لها أيضا دور إيجابي، هو الامتناع عن تأجيج التوترات من أجل تجنب التصعيد الإقليمي، ونقلت وسائل إعلام إيرانية أن اتصالاً هاتفياً تم بين الرئيسين الفرنسي والإيراني يوم الأحد.