في العادة يتوجه الشباب من القارة السمراء صوب أوروبا كونها بلاد الحلم خاصة لدول شمال إفريقيا التي يستقر الشباب فيها في بلدان جنوب أوروبا، ولكن الشباب الموريتاني وجه بوصلته أخيراً نحو الغرب ولم ينخرط كثيراً مع نظرائه من شمال إفريقيا.
وبدأ الشباب الموريتانيون الوصول إلى الولايات المتحدة من أكثر المنافذ صعوبة، أي الجدار الحدودي مع المكسيك الذي يعبره الآلاف سنوياً، وشجعهم على ذلك وصول المئات من الموريتانيين سالمين إلى الولايات المتحدة قادمين من المكسيك بعدما تسلقوا ذلك الجدار العالي وعبروا الصحاري القاحلة وتحدوا الأهوال على جانبي الحدود.
وقد تصل الرحلة إلى قرابة شهرين وتبدأ من نواكشوط، إلى مدينة إسطنبول التركية، التي توجه منها إلى العاصمة الكولومبية بوغوتا، ومنها إلى نيكارغوا، وتبدأ رحلة أخرى توصف بالشاقة، يتسلق خلالها الجبال، قبل وصوله إلى تيخوانا المكسيكية، التي تعد النقطة الأخيرة، قبل اجتياز “جدار الحلم” على حد تعبير المهاجرين الموريتانيين.
وتبلغ تكلفة الرحلة، حوالي 3 ملايين أوقية قديمة، أي ما يعادل أكثر من 8 آلاف دولار، وقد انتشرت الهجرة إلى الولايات المتحدة بشكل خاص بين لاعبي كرة القدم المحلية، حيث هاجر العديد من اللاعبين، بينهم من المنتخب الوطني، وبين دوري الدرجة الأولى والثانية، هاجر قرابة 15 لاعبا بالإضافة لحكام وإداريين في دوري الدرجة الأولى نحو أميركا خلال العام الجاري.
ويقول الإعلامي الموريتاني سيد ولد محمد الخليفة: إن الهجرة للولايات المتحدة أصبحت بكثيرة داخل البلاد، خاصة أن هناك تغيرات بسبب انعدام الأمن الاقتصادي وكذلك الأمن الغذائي، والهجرة للولايات المتحدة بالنسبة للشباب في موريتانيا أفضل من الهجرة القاتلة في البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف ولد محمد في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن حكومة هندوراس سجلت عبور 4.000 مواطن موريتاني عبر أراضيها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بعدما كان عددهم في الفترة نفسها من السنة الماضية لا يتخطى الـ500، ولكن عمليات النصب علي المهاجرين مستمرة، ولبعض ممن غادروا يقولون أيضاً إنهم تعرضوا للتضليل بشأن مخاطر الرحلة والمستقبل الذي ينتظرهم في الولايات المتحدة، وأشار إلى أن هناك سرقة للأموال في المكسيك.ر