أزمات متعددة يعيشها السودان جراء الحرب المميتة التي ضربت البلاد في منتصف أبريل الماضي، ووصل الأمر إلى ضرب المستشفيات بالمدفعية وطلقات النيران حتى خرجت من الخدمة.
وقد انتشر عالمياً متحور جديد من فيروس كورونا المستجد، وهو ما ينذر بكارثة صذحية داخل السودان، في ظل النقص الكبير في الخدمات الطبية والأدوية.
ودخلت المستشفيات الحكومية في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان السودانية إضرابًا عن العمل؛ ما ضاعف من المأساة التي يعيشها القطاع الصحي.
وبحسب نقابة الأطباء في السودان فإن قرار إضراب المستشفيات يأتي بعد انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي أمهلتها الجمعية العمومية للأطباء بمستشفى الأبيض التعليمي للمدير العام، ولذلك دخلت المستشفيات الحكومية بالمدينة في إضراب مفتوح عن العمل بكل الأقسام حتى يتم تحقيق مطالبهم.
وتتمثل مطالب الأطباء بمستشفيات مدينة الأبيض في عدد من النقاط هي: تحسين بيئة العمل بمستشفى الأبيض التعليمي، معالجة عاجلة لاستراحات الأطباء بالمستشفى، وتوفير ترحيل للأطباء، صيانة وتحسين وسائل العمل من إعاشة ومياه شرب ونظافة دورية، صرف استحقاقات الأطباء المالية المتأخرة.
وألقت الحرب بتبعات كارثية على القطاع الصحي، حيث خرج نحو 70% من مستشفيات الخرطوم عن الخدمة بسبب القصف المتواصل، أو نتيجة لعدم قدرة الكوادر الطبية على الوصول إلى المستشفيات، أو نقص المعينات الطبية.
والوضع الصحي في السودان بلغ مرحلة حرجة بعد 4 أشهر من القتال، ومنظمة الصحة العالمية وزعت أكثر من 200 طن متري من الإمدادات الطبية في السودان، بما في ذلك علاج الصدمات والإصابات وسوء التغذية الحاد عند الأطفال، والأمراض المزمنة والأمراض المعدية، مثل الإسهال المائي الحاد والكوليرا.
والوضع الصحي في السودان والإحصاءات المتعلقة بأعداد القتلى والجرحى نتيجة القتال لا تزال حرجة رغم مرور 4 أشهر على بدء الصراع، وأعداد الضحايا في تزايد.
الوضع الصحي للسودان من سيئ إلى أسوأ، فكلما ازدادت وتيرة العمليات العسكرية واتسعت رقعتها، ازداد عدد الضحايا السودانيين، وبالتالي تأثر النظام الصحي تأثراً مباشراً.
وفي الولايات التي لم تتأثر بالحرب، تأثر النظام الصحي أيضا بزيادة الطلب على المستشفيات، وهناك حالات اعتداء متكررة على الكوادر الطبية، واحتلال لبعض المستشفيات واستغلالها في الحرب، بخلاف انقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة.
ويقول المحلل السياسي السوداني، محمد إلياس، إن الوضع الصحي للسودان من سيئ إلى أسوأ، فكلما ازدادت وتيرة العمليات العسكرية واتسعت رقعتها، ازداد عدد الضحايا السودانيين، وبالتالي تأثر النظام الصحي تأثراً مباشراً.
وأشار إلياس في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”، أن البيئة الصحية والمتطلبات التي تفي باستمرار تقديم الخدمة الصحية للمواطنين في ظل الحرب، كما أن الأطباء منذ بداية الحرب بلا مرتبات وهو ما يزيد من الضغط عليهم.