تعد مصر بصورة عامة ولقرون حضناً للهاربين من الاضطهاد والعنصرية، وينتشر السوريون في عدة محافظات، لكنهم موجودون بكثافة في منطقة “6 أكتوبر” غرب القاهرة، أما السودانيون، فهناك جزء كبير منهم بمحافظة أسوان وفي القاهرة الكبرى.
وتشهد دوماً مصر إشادة المنظمة الدولية للهجرة بما سمته “سخاء” القاهرة مع المهاجرين واللاجئين الذين قدَّرتهم بنحو 9 ملايين.
ويغيب الحصر الدقيق لأعداد المهاجرين واللاجئين في مصر، حيث يوجد الكثير منهم بطرق رسمية وتأشيرات وإقامات شرعية، خاصة القادمين من سوريا والسودان، كما أن هناك نسبة معتبرة منهم دفعت قدرتهم المالية على إعالة أنفسهم بدون الحاجة للتسجيل في مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.
ورغم الصعوبات والأزمات الاقتصادية التي تتعرض لها مصر مثل باقي دول العالم فإنها تحتضن ملايين اللاجئين من غالبية دول العالم ويجدون كافة المميزات التي يحصل عليها المواطن المصري دون أي تفرقة، وكشفت المنظمة الدولية للهجرة في مسح إحصائي أجرته بين أكتوبر 2021 حتى يوليو 2022 وجود أكثر من 9 ملايين مهاجر يعيشون في مصر من 133 دولة بما يمثل 8.7% من سكان مصر، ويأتي السودانيون في المرتبة الأولى بنحو 4 ملايين قبل الحرب التي التهمت البلاد وسببت نازحين بالملايين إلى دول الجوار وأغلبهم في مصر، يليهم السوريون 1.5 مليون واليمنيون والليبيون مليون واحد لكل منهم.
والزيادة الملحوظة في عدد المهاجرين منذ عام 2019 هي بسبب عدم الاستقرار الذي طال أمده في الدول المجاورة، وقد ينظر إلى “الخطاب الإيجابي” للحكومة المصرية تجاه المهاجرين على أنه عامل جذب لآخرين.
ويقول الناشط السياسي، منذر آل الشيخ مبارك، إن المصريين حالة خاصة، ويقيم في مصر ملايين من سوريا وليبيا والسودان وفلسطين واليمن والتشاد والنيجر وغيرهم، ولم نسمع عن عنصرية ولم نسمع منهم كلمة أجانب أو أكلونا الأجانب، ولم تضعهم في مخيمات، ولم تتاجر بهم ولم تطلب دعمًا ملياريًا، قائلاً: الكلمة الدائمة عند المصريين “مصر البيت بيتك”.