ذات صلة

جمع

كيف سيؤثر استهداف الفصائل العراقية لإيلات على معادلة الصراع في الشرق الأوسط؟

هجمات مستمرة من قبل الفصائل العراقية المدعومة من إيران...

هل يخوض نتنياهو “حربًا بلا نهاية” في الشرق الأوسط؟

منذ اشتعال حرب غزة، فتحت إسرائيل جبهات قتال عدة...

‎100 يوم من الحرب.. والسودان بلا حلول والسكان يعانون تفاقم الأزمات

تستمر الاشتباكات في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع يومها المئة بضحايا يقدرون بآلاف القتلى وملايين النازحين واللاجئين، فضلا عن الخراب الكلي للبنى التحتية في البلاد بما في ذلك المرافق الصحية والتعليمية والاقتصادية، لتشهد جميع فئات الشعب انتهاكات جسيمة وأزمات ضخمة.

وبعد مرور 100 يوم، لم تحسم المعركة لصالح أحد الطرفين في السودان، رغم ادعاء كل منهما أنه متقدم على الآخر في ساحة الحرب، بينما يزداد كل يوم عدد القتلى والجرحى جراء الاشتباكات والأوضاع الأمنية من جهة، والأوضاع الإنسانية والمعيشية من جهة أخرى.

وفي آخر التطورات الميدانية، رحبت قوات الدعم السريع بانشقاق عناصر من قيادة الفرقة 20 بولاية شرق دارفور التابعة للجيش السوداني، وانضمامها لصفوفها، معتبرة أن ذلك يمثل دفعة جديدة بحسب بيانها.

وقال قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو الشهير بـ(حميدتي): “نحن واثقون من أننا نستطيع معا أن نعيد بناء بلادنا بالاستفادة من تنوعنا الاجتماعي والثقافي وإمكاناتنا البشرية والمادية الهائلة”، مؤكدا “بمقدورنا جميعا وضع بلادنا الغالية في الطريق الصحيح”.

وجاءت تصريحات حميدتي بعد أن أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، السبت، “انضمام 15 ضابطا و527 جنديا من الجيش السوداني إلى قواتها بقطاع شرق دارفور”، هذا وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها إنها لا تسعى لإلغاء القوات المسلحة أو تفكيكها أو استبدالها إنما العمل على بناء جيش قومي واحد، وأضاف قوات الدعم السريع تريد فتح صفحة جديدة في ظل حكم ديمقراطي حقيقي.

فيما نفى يوسف عزت، المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع في السودان، أن تكون قوات الدعم السريع قد جندت أطفالا ضمن صفوفها، معتبرا أن 60% من قوات الدعم السريع لم تدخل الحرب حتى الآن وبالتالي ليست بحاجة لذلك.

وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، اتهمت في وقت سابق السبت، “قوات الدعم السريع باستخدام أطفال دون الـ15 عاما في القتال، في انتهاك للقانون الدولي”.

وذكر الناطق باسم الجيش السوداني، في بيان، أن “قوات الجيش مستمرة في توجيه الضربات للدعم السريع بجميع المواقع في أنحاء البلاد”، مؤكدا أن “قوات الدعم السريع استخدمت مجرمين وهاربين من السجون كمقاتلين لتنفيذ عمليات إجرامية مصاحبة”، على حد قوله.

ومنذ 15 أبريل الماضي، تجري اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من الأراضي السودانية، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً مئات القتلى والجرحى بين المدنيين.

كما فتحت “لجنة مقاومة” في منطقة وسط بحري ضاحية شمال العاصمة السودانية باب التبرع من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية للمحاصرين في منازلهم ولم يتمكنوا من الفرار منذ بدء المعارك التي دخلت شهرها الرابع بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأفادت لجنة الدناقلة أحد أحياء وسط بحري في بيان نشرته على صفحتها على موقع فيسبوك بعنوان “حوجة غذائية” أن سكان الحي “يعيشون وضعا معقدا جدا لظروف الحرب وانقطاع التيار الكهربائي والماء وعدم وجود محال تجارية”، وأشارت إلى “توقف العمل منذ أكثر من ثلاث شهور وعدم وجود مرتبات ونفاد ما تبقى من المخزون الإستراتيجي لكل أسرة أو فرد”.

وتسبب الصراع في نزوح ما يزيد على ثلاثة ملايين، بما في ذلك أكثر من 700 ألف فروا إلى البلدان المجاورة، ودخل السودان منذ 15 أبريل دوامة من المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، فشلت معها كل محاولات التهدئة، وزادت من معاناة سكان البلاد التي كانت تعدّ من الأكثر فقرا في العالم حتى قبل الحرب.

لذا دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر، محذرة من زيادة مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة في السودان، وحذر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري من مخاطر الوضع الصحي الراهن، قائلاً: إنّ “القطاع الصحي بالسودان يعاني بشدة تحت وطأة أزمة صحية غير مسبوقة”.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية: إنه توجد مخاوف جمّة من زيادة مخاطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه أو النواقل، وعلى رأسها الملاريا، أو فاشيات مثل الحصبة، متابعاً: “نخشى أيضاً انتقال هذه الأمراض أو غيرها إلى البلدان المجاورة، بسبب تجمع عدة عوامل مثل موسم الأمطار، ونزوح السكان، ومحدودية الحصول على مياه شرب آمنة”.

ويعاني مَن ظلّ في الخرطوم من انهيار الخدمات مثل الكهرباء والمياه وشبكات الاتصالات، وينهب اللصوص المنازل، ومعظمها في الأحياء الميسورة.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أنّ نصف مستشفيات الخرطوم البالغ عددها 130 مستشفى لا تعمل، وجميع مستشفيات ولاية غرب دارفور خارج الخدمة، وسبق أن دعت الأمم المتحدة إلى توفير 3 مليارات دولار حتى نهاية العام، لمساعدة ملايين الأشخاص في السودان، ومئات الآلاف ممّن اضطروا للفرار إلى البلدان المجاورة.

من جهتها أحصت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني وقالت: إن “550 ألف شخص فروا إلى الدول المجاورة”.

ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة “غير مسبوقة”، وفق تعبير الأمم المتحدة.

spot_img