فعالية دعا إليها المجلس الانتقالي الجنوبي يوم الجمعة الماضي، للاحتفال بيوم الأرض الجنوبي في حضرموت، بمثابة استفتاء على مدى التفاف سكان حضرموت حول المجلس الانتقالي، ولنبذ الإخوان وميليشيا الحوثي.
ونجاح الثورة الشعبية خلال يوم الأرض الجنوبي فتح الأبواب لغضب إخواني أدى إلى تحركات واسعة من جانبهم ضد الشعب اليمني.
وكان مجلس حضرموت الوطني قد تم الإعلان عنه في العاصمة السعودية الرياض، وذلك بموجب وثيقة سياسية صدرت في ختام المشاورات الحضرمية التي استضافتها المملكة السعودية في الفترة من 20 مايو حتى 19 يونيو الماضيين، بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية في محافظة حضرموت، من بينها محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.
كشفت الوثيقة عن الرؤية الحضرمية للعديد من التفاعلات التي يشهدها الملف اليمني، في الجانب السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي والثقافي والتنموي، ولكن تسلل الإخوان بهذه الكيفية من شأنه أن يطيح بالجهد السياسي المبذول، ويحول المجلس إلى واجهة إخوانية.
ولكن ما زالت محافظة مأرب اليمنية تعاني من تداعيات الأعمال العدائية التي قامت بها قوات أمنية موالية لحزب الإصلاح، الذراع السياسية للإخوان، والتي أسفرت عن سقوط قتلى، بينهم زعيم قبلي بارز، وذلك عن طريق ما سمي بـ”أمن الطرق”، الموالية للإخوان، والتي قد شرعت في تشييد حاجز تفتيش عند مفرق حريب بمديرية الوادي في مأرب، دون أن تقوم بالتنسيق مع القبائل.
وهو ما أدى إلى معارك شرسة، استخدمت فيها العناصر الإخوانية المسلحة العنف المفرط، والقوات الموالية للإخوان قامت بقتل الشيخ القبلي مبارك بن طالب بن عقار العبيدي، ونجله حسن، عقب رفضه تشييد حاجز التفتيش، الأمر الذي أثار حفيظة قبائل عبيدة وآل فجيح؛ ما فجر معارك طاحنة بين أبناء القبائل، والقوات الأمنية المدعومة من الإخوان.
وقامت جماعة مسلحة تابعة لحزب الإصلاح الإخواني في مدينة تعز بإحراق صور الرئيس العليمي، ونائب رئيس المجلس العميد طارق عفاش.
تعز تقع تحت سلطة الإخوان من الناحيتين الأمنية والعسكرية، وتتخذ منها الجماعة مقراً مركزياً لقواتها، ونقطة انطلاق لفرض الهيمنة على مديريات المحافظة، وعلى المناطق الأخرى المجاورة.
وكان قد تدفق طوفان بشري كاسح من كافة أرجاء حضرموت، عصر يوم الجمعة الماضي، إلى مدن المكلا والشحر وغيل باوزير، احتفالاً بيوم الأرض الجنوبي، والثورة الجماهيرية الحاشدة رفضت إعادة تدوير قوى الاحتلال الإخوانية، وأدواتها القائمة على الهيمنة، وأعلنت عن الرفض القاطع لتواجد ميليشيا الإخوان في منطقة وادي حضرموت، وطالبت بتكوين قوات شعبية من أبناء حضرموت.