ذات صلة

جمع

روسيا وأوكرانيا على طاولة التفاوض مجددًا.. هل تنجح الجهود في وقف الحرب؟

وسط اهتمام عالمي وترقب حذر، تنعقد اليوم الخميس في...

من التصعيد إلى التهدئة.. الضربات الأميركية تغيّر مسار الحرب في اليمن

تشهد العلاقات الأميركية الإسرائيلية مرحلة من التوتر المكتوم، مع...

القمة العربية الإسلامية الأمريكية ترسم شرقًا أوسطًا جديدًا.. تقارب مع دمشق وردع لإيران

شهدت العاصمة السعودية الرياض، اليوم، انعقاد القمة العربية الإسلامية...

إنذار إسرائيلي للموانئ اليمنية.. هل بدأت الحرب على خطوط الإمداد؟

في تصعيد خطير ينذر بتوسيع رقعة النزاع في الشرق...

السودان.. احتدام المعارك وغياب الحل وتحذير من مجاعة

ما زالت معاناة ملايين المدنيين في الخرطوم وإقليم دارفور مستمرة جراء الحرب المحتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع؛ إذ فشلت الجهود الدبلوماسية في إيجاد مخرج حتى الآن.

وهزت طلعات الطيران الحربي ودوي الأسلحة الرشاشة المنازل مجدداً في الخرطوم، حيث ينزوي المدنيون داخل منازلهم خوفاً من القصف، بحسب ما قال سكان لوكالة الصحافة الفرنسية، وسط تحذيرات عالمية بأن تشهد البلاد أزمات إنسانية كبيرة.

ووفق الأمم المتحدة، غادر مليون ونصف المليون سوداني العاصمة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أما ملايين السودانيين الآخرين الذين بقوا في العاصمة فيعيشون بلا كهرباء، منذ الخميس الماضي، بحسب ما أكد عدد منهم لوكالة الصحافة الفرنسية، ومنذ أكثر من شهرين يعيش سكان الخرطوم بلا كهرباء ولا ماء لفترات طويلة؛ إذ إن التغذية بالتيار الكهربائي، وكذلك بمياه الشرب لا تصل إليهم سوى بضع ساعات أسبوعياً فقط في ظل ارتفاع درجة الحرارة في هذا الوقت من العام.

وفي نيالا بجنوب دارفور، يقول سكان إنهم يعيشون وسط المعارك، وقال طبيب في مستشفى المدينة طالباً عدم نشر اسمه: إن “مدنيين يقتلون وجرحى يصلون إلى المستشفى”.

وفي الخرطوم، كما في دارفور، صار ثلثا المستشفيات خارج الخدمة، والمنشآت الطبية التي لا تزال تعمل تعاني نقصاً حاداً في محزون الأدوية ومن انقطاع الكهرباء لفترات طويلة بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات، كذلك فإن العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية الذين يطالبون منذ أبريل بتمكينهم من الوصول إلى المدنيين، فيواصلون الشكوى من العقبات الإدارية التي يواجهونها، ومن دون مساعدتهم، لا يستطيع نصف سكان السودان البقاء على قيد الحياة، وفق الأمم المتحدة.

ومع ذلك فإن الممرات الآمنة اللازمة لم تتوفر بعد، وكذلك تأشيرات الدخول اللازمة لدخول أجانب لمساعدة العاملين المحليين المنهكين.

ويقول مركز “مجموعة الأزمات الدولية” للأبحاث: إن “الجيش لا يريد أن تصل المساعدات إلى الخرطوم لأنه يخشى من أن تستولي عليها قوات الدعم السريع”، كما حدث أكثر من مرة خلال عمليات النهب منذ بداية الحرب لأنه يعتقد أن ذلك “سيتيح لهذه القوات الصمود لفترة أطول”.

وعلقت واشنطن، هذا الأسبوع، جهود الوساطة التي كانت تقوم بها مع الرياض، وكانت ترمي لتوفير ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.

وأكدت مجموعة الأزمات الدولية أن “طرفي النزاع يريدان الاستفادة من هذه المحادثات لتحقيق أهداف تكتيكية، فالجيش يطالب بمغادرة قوات الدعم السريع للمناطق الآهلة بالسكان وقوات الدعم السريع تطالب بوقف القصف الجوي من قِبل الجيش”، ولا يبدو أن أياً من الطرفين على استعداد لتقديم أي تنازل رغم إدراكهما أن الحرب ستطول ويمكن أن تمتد خارج حدود السودان.

وتحذر مجموعة الأزمات الدولية من أن هذه الحرب قد تؤدي إلى “انهيار كامل” في واحد من أكبر بلدان إفريقيا، ومع مشاركة مدنيين مسلحين ومجموعات متمردة ومقاتلين قبليين في المعارك بمختلف ولايات السودان، فإن خطر “حرب أهلية طائفية” يتزايد، وفقاً للمركز البحثي.

وطلبت الأمم المتحدة، أمس السبت، “عملاً فورياً” لوقف القتال في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، حيث تستهدف قوات الدعم السريع وقبائل عربية قبيلة المساليت غير العربية.

وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان: إنه “من أصل 16 شخصاً تم سؤالهم، قال 14 إنهم كانوا شهوداً على أعمال قتل المدنيين على الطريق المؤدية من الجنينة إلى الحدود التشادية، تمثلت في إطلاق نار من مسافة قريبة على أشخاص يطلب منهم الانبطاح أرضاً أو إطلاق نار على مجموعات من الناس”.

وتقول مجموعة الأزمات الدولية: إن “النافذة التي كانت مفتوحة لوقف الحرب تغلق سريعاً”. وتتابع “إذا أغلقت هذه النافذة فإن قادة المعسكرين لن يتمكنوا من إيقاف الحرب حتى لو أرادوا” ذلك، وسيصبح السودان “جنة للمرتزقة والمقاتلين العابرين للحدود والمهربين الذين يمكنهم زعزعة استقرار المنطقة لسنوات”.

وتزامنا مع ذلك، قالت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”: إن الأزمة الحالية في السودان أدت إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي، وإنه من المتوقع أن يزداد الجوع بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد مع اقتراب موسم الجفاف المعتاد الذي يمتد من يونيو إلى سبتمبر.

وأضافت المنظمة: أنها تحتاج إلى مبلغ 95 مليون دولار أميركي, لتتمكن من إنقاذ نحو 15 مليون شخص، من خلال تزويد المزارعين بالبذور والمعدات الزراعية وحماية قطعان المواشي وتجديد مواردها، لافتة إلى أنها تسعى إلى مساعدة أكثر من مليون من المزارعين الضعفاء وعائلاتهم من الآن وحتى نهاية يوليو عبر تزويدهم ببذور الحبوب لزرعها في الولايات الـ14 للبلاد.

وأكدت الفاو أن الأزمة الحالية في السودان جاءت في وقت حرج بالنسبة للملايين من الأشخاص الذين يعتمدون على الأغذية والزراعة، بالإضافة إلى صعوبات الانتقال السريع والآمن للسلع الإنسانية عبر الحدود الدولية.

بينما دعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، السبت، لوقف استهداف الفارين من مدينة الجنينة بغرب دارفور وتوفير ممر آمن لهم، وقال بيان للأمم المتحدة: “يدعو المفوض السامي لحقوق الإنسان قيادة قوات الدعم السريع لإدانة ووقف قتل الأشخاص الفارين من الجنينة على الفور، وغير ذلك من أشكال العنف وخطاب الكراهية على أساس انتمائهم العرقي. يجب محاسبة المسؤولين عن أعمال القتل وأعمال العنف الأخرى”.

وأضاف البيان: “مدينة الجنينة أصبحت غير صالحة للسكن. دمرت البنية التحتية الأساسية ولا يزال نقل المساعدات الإنسانية إلى الجنينة ممنوعا. ندعو لتوفير ممر إنساني بين تشاد والجنينة، وممر آمن للمدنيين خارج المناطق المتضررة من الأعمال العدائية”.

واندلع الصراع الدامي على السلطة في السودان يوم 15 أبريل وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة نزح خلالها أكثر من 2.2 مليون شخص داخل البلاد وفر 550 ألفا إلى دول الجوار، كما أنه يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، وكانت هدن سابقة فشلت في وقف الصراع الدامي الذي بدأ في السودان منتصف أبريل الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع.

spot_img