ذات صلة

جمع

لبنان بين مطرقة إسرائيل وسكون واشنطن.. الانفجار يقترب

يعيش لبنان واحدة من أكثر مراحله حساسية منذ نهاية...

مرحلة الغموض.. كيف ستتعامل بغداد مع الضغط الأمريكي لإنهاء نفوذ وكلاء إيران؟

كثّفت واشنطن اتصالاتها مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع...

كيف تنسف عدم مطابقة الرفات لهويات الرهائن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟

فجّرت نتائج الفحوص الأولية على الرفات التي سُلّمت مؤخرًا...

تصعيد جديد على الحدود.. الرئيس اللبناني يأمر الجيش بالتصدي لأي توغّل إسرائيلي

في تطورٍ يعيد التوتر إلى الواجهة على الجبهة الجنوبية،...

ازدواجية في المواقف والسياسات.. كيف كشف “عبد الفتاح البرهان” عن وجهه الحقيقي؟

كشفت مصادر أنه منذ أن تولى الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان زمام السلطة في عام 2019، ظلّت علاقته بالحركة الإسلامية تتأرجح بين الشراكة الحذرة والمواجهة المقنّعة.

حيث أكدت المصادر، أن البرهان بدا في بداياته وكأنه الوريث الطبيعي لنظام الإنقاذ، متكئًا على شبكة النفوذ الإسلامي داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، لكن سرعان ما بدأت علامات التصدّع تظهر حين اكتشف الإسلاميون أن الرجل لا ينتمي فعليًا إلى مشروعهم العقائدي، بل يتعامل معهم كأداة ظرفية لتثبيت سلطته وامتصاص الضغوط الداخلية والخارجية.

عبد الفتاح البرهان.. الحاكم الذي لا يؤمن إلا بمصلحته

وأوضحت المصادر، أن الإسلاميين كشفت مبكرًا أن البرهان لا يملك مشروعًا سياسيًا واضحًا، بل يتحرك وفق مبدأ البقاء للأقوى، ففي الوقت الذي كان يعلن فيه عزمه على إبعاد الإسلاميين عن مفاصل الدولة، كان يفتح قنوات خلفية معهم لتأمين ولاء قطاعات في الجيش وجهاز المخابرات، هذا التناقض الفجّ بين الخطاب والممارسة لم يكن مجرد مناورة سياسية، بل عكس شخصية براغماتية تسعى لاستخدام كل الأطراف دون الالتزام بأي طرف، وعندما اندلعت المواجهات مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، استعان البرهان بالإسلاميين تحت عنوان الدفاع عن الدولة، لكن بعد شهور من القتال بدأ يتخلّى عنهم تدريجيًا، متذرعًا بضرورة بناء جيش مهني غير مؤدلج، تلك الازدواجية فجّرت حالة من الغضب داخل صفوف الحركة الإسلامية، التي شعرت أنها وقعت في فخ الخداع السياسي.

التناقض في خطابات البرهان

وأشارت المصادر، انه لم يكن البرهان متسقًا في أي موقف من مواقفه، ففي العلن، يتحدث عن الدولة المدنية وإبعاد الإسلاميين، بينما على الأرض يعتمد على قيادات محسوبة على النظام السابق لإدارة المعارك في دارفور وكردفان.

البرهان.. مصلحته الشخصية هي البوصلة الوحيدة

وترى المصادر، أن قرارات البرهان كانت تكشف أن مصلحته الشخصية هي البوصلة الوحيدة التي تحدد اتجاه قراراته، ولم يتورع عن التضحية بأقرب حلفائه حين شعر بأنهم أصبحوا عبئًا عليه أمام المجتمع الدولي، بل إن المصادر ترى أيضًا أنه تجاوز حتى أساليب البشير في المناورة، إذ دمج بين الخطاب العسكري المتشدد والموقف السياسي المتقلب.

كيف فشل البرهان في إدارة التحالفات؟

كما قالت المصار: إن فشل البرهان لم يتوقف عند حدود العلاقة مع الإسلاميين، بل امتد إلى كل تحالفاته الأخرى، فحتى القوى المدنية التي حاول مغازلتها في بعض المراحل انقلبت عليه لاحقًا، بعدما أدركت أن وعوده بالإصلاح ليست سوى واجهة مؤقتة لإطالة أمد بقائه في السلطة، هذه السياسة القائمة على “الخداع المتبادل” جعلت البرهان يبدو وكأنه يشن حربًا على الجميع في وقت واحد، دون أن يمتلك قاعدة دعم حقيقية في الداخل أو الخارج.

spot_img