في السنوات الأخيرة أصبح السودان أكثر من مجرد دولة عربية أفريقية تعاني من نزاع داخلي، بل تحوّل إلى بوابة إستراتيجية لإيران لدعم حلفائها في المنطقة.
وكشفت مصادر أنه من خلال استعادة العلاقات الدبلوماسية، والدعم العسكري والاقتصادي، والموقع الجغرافي الحيوي، فإن السودان يوفر لإيران فرصة لتوسيع نفوذها وتحقيق مصالحها الإقليمية.
وأكدت المصادر أن إيران ترى في السودان أكثر من شريك عادي، إنه رجل الجسر نحو البحر الأحمر، نحو أفريقيا، نحو الدعم اللوجستي والعسكري، نحو النفوذ الرمزي والفعلي في قلب الصراعات السياسية في الشرق الأوسط.
كيف تم استئناف العلاقات؟
وأوضحت المصادر أن العلاقات بين السودان وإيران عادت إلى نشاط ملحوظ بعد فترة انقطاع دبلوماسي، حيث استُؤنفت العلاقات رسميًا في يوليو 2023، بعد انقطاع دام قرابة ثماني سنوات.
الموقع الإستراتيجي للسودان
حيث إن السودان يمتلك ساحلًا على البحر الأحمر يُعدّ من أهم الممرات البحرية في العالم، خاصة فيما يتعلق بالتجارة العالمية ومضيق باب المندب.
المخاطر والتحديات
وقالت مصادر إن الضغوط الغربية وقيود العقوبات قد تضع إيران في موقف يعتمد على الأفعال السرّية أو الوسائط غير الرسمية لدعم حلفائها، مما يزيد احتمال النزاعات أو المواجهات الدبلوماسية.
وأوضحت المصادر أن الوجود العسكري الإيراني المحتمل، سواء عبر مستشارين أو معدات أو طائرات بدون طيار، يُثير مخاوف من زعزعة التوازن العسكري في المنطقة، خصوصًا مع إمكانية تسرب السلاح إلى جماعات غير نظامية أو فصائل مسلحة في القرن الأفريقي، وهو ما قد يُفاقم الصراعات المحلية. حيث يمثل التغلغل الإيراني في السودان سلاحًا ذا حدين: أولًا مكسب سياسي لطهران، لكنه أيضًا تهديد جيوسياسي خطير يهدد أمن واستقرار المنطقة إذا لم يُدار بحذر.
كما أكدت المصادر أن مخاطر الوجود الإيراني في السودان تتجاوز الجانب العسكري لتشمل أبعادًا اقتصادية وأمنية وأيديولوجية معقدة يمكن أن تُحدث تحولات غير متوقعة في موازين القوى الإقليمية. فعلى الصعيد الاقتصادي، تسعى طهران إلى استغلال حاجة السودان للنفط والسلاح والدعم التقني للدخول في قطاعات حيوية مثل الطاقة والتعدين والزراعة، غير أن هذه الشراكات قد تفتح الباب أمام غسل الأموال أو تهريب الذهب والنفط، وهي أنشطة سبق أن استخدمتها إيران لتمويل حلفائها الإقليميين بعيدًا عن العقوبات الدولية.
أما على المستوى الأمني والاستخباراتي، فإن العلاقات الجديدة تمنح إيران موطئ قدم إستراتيجيًا على البحر الأحمر، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للملاحة الدولية ولمصالح الدول العربية المطلة عليه.