في خطوة جديدة تعكس تنامي الوعي الأوروبي بمخاطر جماعة الإخوان الإرهابية، أعلن حزب “الحركة الإصلاحية” (MR) البلجيكي عن تنظيم مؤتمر موسع هذا الأسبوع في العاصمة بروكسل تحت عنوان “الإخوان المسلمون.. خطر على بلجيكا”.
يأتي المؤتمر في ظل تصاعد المخاوف من نفوذ الجماعة داخل المؤسسات والمجتمع المدني، ومحاولاتها اختراق النسيج الديمقراطي الأوروبي.
توسيع نطاق المؤتمر لمواجهة الضغوط
وبحسب ما نشره الحزب عبر موقعه الرسمي، فقد تعرض المؤتمر لضغوط كبيرة من جهات معارضة بهدف إلغائه، إلا أن قيادة الحزب قررت مواجهة هذه التحديات بخطوة مضادة، عبر نقل الفعالية إلى القاعة الكبرى “بيرمنغهام” في منطقة أندرلخت، وزيادة عدد المتحدثين لتعزيز مصداقية الحدث.
وأكد الحزب أن هذا القرار يعكس التزامه بكشف مخاطر الجماعة الإرهابية للرأي العام، وتعزيز صمود المجتمع البلجيكي أمام أي محاولات لتشويه قيمه الديمقراطية أو زعزعة استقراره.
شخصيات بارزة على منصة المؤتمر
سيشارك في المؤتمر عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية البارزة، بينهم جورج-لويس بوشي، رئيس الحزب، الذي سيؤكد أن الديمقراطية البلجيكية لا يمكن أن تكون رهينة لجماعات متطرفة، وكذلك فلورنس بيرجو-بلاكليه، الباحثة والأنثروبولوجية، ومؤلفة كتاب متخصص عن تنظيم الإخوان.
كما يشارك دينيس دوكارم، الوزير السابق والنائب الفيدرالي، الذي سيطرح مقترحات عملية لمواجهة تسلل الجماعة إلى المؤسسات.
إلى جانب ذلك، يحضر محمد سيفاوي، الصحفي والكاتب الفرنسي المعروف، الذي قام بتجارب ميدانية في التسلل إلى شبكات الإرهاب والإسلام السياسي، والأستاذ مارك أويتنديل، أستاذ القانون الدستوري، والمدافع البارز عن قيم العلمنة وحياد الدولة.
أهداف المؤتمر ورسائله
يهدف المؤتمر إلى فضح مخاطر تغلغل جماعة الإخوان الإرهابية داخل المجتمع البلجيكي ومؤسساته، وتعزيز الوعي العام بخطر الإسلام السياسي كأداة لتقويض القيم الديمقراطية.
كما يدعو إلى تشريعات وإجراءات أكثر صرامة لمنع تسلل هذه التنظيمات إلى العمل السياسي والمجتمع المدني، مع تأكيد مبادئ حرية التعبير والديمقراطية في مواجهة أي محاولات لتوظيف الدين كغطاء للتطرف.
وعي أوروبي متنامٍ بمخاطر الإخوان
يأتي المؤتمر امتدادًا لموجة متنامية من التحذيرات الأوروبية بشأن خطورة الإخوان، إذ سبق أن وضعت دول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا أنشطة الجماعة تحت مجهر أجهزتها الأمنية.
وتؤكد هذه التحركات أن الجماعة المصنفة إرهابية في دول عربية عدة، لم تعد مجرد تهديد خارجي، بل خطر داخلي يسعى لتقويض الديمقراطيات الغربية من الداخل.