ذات صلة

جمع

التوتر بين أميركا وفنزويلا.. إلى أين يقود التصعيد؟

يشهد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا تصعيدًا متسارعًا، في...

تركيا بين الشارع والمحاكم.. احتجاجات وأزمة سياسية متفاقمة

شهدت مدينة إسطنبول، يوم الاثنين، تصعيدًا سياسيًا وأمنيًا لافتًا،...

“الكارلو”.. السلاح البدائي الذي استُخدم في هجوم راموت قرب القدس

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أن السلاح الذي استُخدم في...

فيينا تتحرك.. “خطوات رقابية جديدة لملاحقة أنشطة تزايد نفوذ الإسلام السياسي”

تواصل العاصمة النمساوية فيينا اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه...

التوتر بين أميركا وفنزويلا.. إلى أين يقود التصعيد؟

يشهد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا تصعيدًا متسارعًا، في ظل التهديدات المتبادلة والاحتكاكات العسكرية التي تتصاعد في البحر الكاريبي. بينما تتزايد التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة، لا سيما في الجنوب الكاريبي، تتوعد فنزويلا برد عنيف في حال تعرضت لتهديدات خارجية.

في هذه الأجواء المشحونة، أصبح السؤال المطروح، هل تتجه الأزمة نحو مواجهة عسكرية مباشرة بين الجانبين؟

القوة العسكرية الأميركية.. “استعدادات غير مسبوقة”

في تحرك غير مسبوق، أرسلت الولايات المتحدة قوة بحرية ضخمة إلى المنطقة، تضم مدمرات صواريخ وغواصة نووية، بالإضافة إلى طائرات استطلاع.

كما أعلنت واشنطن عن نيتها نشر 10 مقاتلات “إف 35” في بورتوريكو، مع انتظار حاملة الطائرات “يو إس إس إيو جيما” الإبحار إلى المنطقة، وهو ما وصفه البعض بأنه استعراض قوة أمام حكومة نيكولاس مادورو.

الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، لم ينفِ إمكانية توجيه ضربات عسكرية لفنزويلا، بل اكتفى بتأكيد غموض الموقف في تصريح أثار جدلاً، “سوف تكتشفون ذلك”، ومع تصاعد التوتر، أعلنت الولايات المتحدة أنها مستعدة لحماية مصالحها في المنطقة، خصوصًا في إطار عمليات مكافحة تهريب المخدرات التي تشير إلى تورط عناصر فنزويلية في هذه الأنشطة.

ترامب أضاف، أن أي طائرات فنزويلية تشكل تهديدًا قد تُسقط، في رسالة واضحة لموسكو وكراكاس.

الرد الفنزويلي.. استعدادات للحرب

من جانبها، فنزويلا تقابل التصعيد العسكري الأميركي بتحشيد عسكري داخلي، حيث أعلن الرئيس مادورو عن التعبئة العامة للجيش، مؤكدًا أن بلاده مستعدة لأي مواجهة.

وقال مادورو: “أي هجوم سيقودنا إلى مرحلة الكفاح المسلح”، مشيرًا إلى جاهزية قواته التي تشمل حوالي 340 ألف جندي منتظم وأكثر من 8 مليون عنصر احتياطي.

إلى جانب هذه التصريحات العسكرية، اتهم مادورو الولايات المتحدة بمحاولة إطاحة نظامه تحت ذريعة مكافحة الإرهاب والمخدرات، ووصف التعزيزات العسكرية الأميركية بأنها تمثل “أكبر تهديد” للمنطقة في المئة عام الأخيرة.

الجماعات الإرهابية أم تهديد السيادة؟

بعيدًا عن الجوانب العسكرية، يبقى الموضوع الرئيس في هذا التصعيد هو الاختلاف في التفسيرات بين واشنطن وكراكاس حول أهداف التحركات الأميركية.

والولايات المتحدة تقول: إن الهدف هو مكافحة الشبكات الإرهابية المرتبطة بالمخدرات في كولومبيا وفنزويلا، بينما تنظر فنزويلا إلى هذه التحركات على أنها اعتداء مباشر على سيادتها وتهديد لأمنها الوطني.

يذكر، أن الولايات المتحدة قد أعلنت مضاعفة المكافأة للقبض على الرئيس مادورو إلى 50 مليون دولار، وهو ما أضاف مزيدًا من الاحتقان السياسي بين البلدين.

مستقبل التوتر: هل تجر المنطقة إلى حرب مفتوحة؟

مع تصاعد التحركات العسكرية في البحر الكاريبي، وتبادل التهديدات بين واشنطن وكراكاس، تزداد المخاوف من مواجهة عسكرية قد تنفجر في أي لحظة.

ومع ذلك، يبقى القلق الأكبر هو تداعيات هذه المواجهة على المنطقة، خصوصًا في ظل التوترات الدائمة في أمريكا اللاتينية وحساسية العلاقات الدولية.

كما أن التعزيزات العسكرية من جانب الولايات المتحدة قد تكون رسالة تهديد للرئيس مادورو، ولكنها قد تكون أيضًا بمثابة تحفيز لتحركات داخلية في فنزويلا، وهو ما يعقد أي فرصة للحوار أو الحل الدبلوماسي.

في هذه الأجواء المشحونة، تظل الخيارات العسكرية والدبلوماسية مفتوحة، لكن مع كل تصعيد، تزداد المخاطر على استقرار المنطقة ومستقبل العلاقات بين القوتين العظميين في الأمريكتين.