ذات صلة

جمع

كارثة المجاعة في غزة تدخل مرحلة التحذيرات القصوى

يعيش مواطنو قطاع غزة معاناة كبرى في الأيام الأخيرة،...

جيل محاصر بالحرب.. أطفال السودان يدفعون الثمن

منذ اندلاع الحرب في السودان بين الجيش السوداني وقوات...

لجنة وزارية عربية تدين المساعي الإسرائيلية لعزل القدس

أعلنت اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات...

كيف عمّق التفاوض مع واشنطن الانقسام داخل إيران؟

وسط تصاعد التوترات خلال هذه الفترة، فقد يزيد الجدل...

صراع الإرادات بين حماس وتل أبيب يزيد من تعقيدات الموقف.. معاناة كبرى للشعب الفلسطيني

لحظة فارقة تعيشها القضية الفلسطينية مع تأرجح بين احتمالات...

كارثة المجاعة في غزة تدخل مرحلة التحذيرات القصوى

يعيش مواطنو قطاع غزة معاناة كبرى في الأيام الأخيرة، حيث تفاقمت أزمة المجاعة التي تضرب القطاع المحاصر منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

وقد صدرت تقارير أممية وطبية متواترة تؤكد أن الجوع لم يعد مجرد أزمة إنسانية، بل تحول إلى سلاح فتاك يحصد أرواح المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء.

ومنظمة الصحة العالمية وصفت الوضع بـ”الكارثة التي يجب أن تتوقف فورًا”، في إشارة إلى أن حجم المأساة تجاوز حدود التحذير ودخل مرحلة الانهيار الكامل لمقومات الحياة.

أرقام تكشف حجم الكارثة

وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، فقد أكثر من 370 شخصًا حياتهم بسبب الجوع منذ بداية الحرب، بينهم 134 طفلاً.

واللافت، أن 300 حالة وفاة سجلت خلال الشهرين الأخيرين فقط، ما يشير إلى تسارع خطير في معدلات سوء التغذية والوفيات.

وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن الساعات الأربع والعشرين الأخيرة شهدت 3 وفيات جديدة مرتبطة بالجوع، في وقت تتزايد فيه الحالات الحرجة التي تصل إلى المستشفيات المكدسة.

ومستشفيات القطاع توثق يوميًا حالات أطفال يعانون من الهزال الشديد وفقر الدم الحاد، فيما تعجز الأطقم الطبية عن إنقاذهم بسبب انعدام الإمدادات الأساسية.

والصور التي تخرج من غزة تظهر أجسادًا هزيلة وأطفالاً بلا طاقة على البكاء، لتتحول أروقة المستشفيات إلى مرآة تعكس وجهًا صادمًا لمجاعة القرن الحادي والعشرين.

إسرائيل تحت ضغط المسؤولية الدولية

مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أكد أن “إسرائيل قادرة على وقف هذه المأساة في أي وقت”، لافتًا أن المساعدات الغذائية متكدسة في شاحنات على مقربة من غزة بينما يموت المدنيون جوعًا.

وأضاف: أن استمرار الوضع “لن يجعل إسرائيل أكثر أمنًا ولن يسهم في أي حلول سياسية أو إنسانية”، مشددًا على أن تأخير دخول المساعدات يفاقم الكارثة ويضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع القانون الدولي.

التجويع جريمة حرب

غيبريسوس شدد على أن استخدام التجويع كسلاح في النزاعات المسلحة يعد جريمة حرب، محذرًا من أن تقبل المجتمع الدولي لهذا النمط الخطير من العقاب الجماعي سيفتح الباب أمام تكراره في صراعات أخرى.

ومنظمات حقوقية عدة دعت إلى فتح ممرات إنسانية فورية وإدخال المساعدات بلا قيود، محذرة من أن المجاعة تتحول تدريجيًا إلى إبادة صامتة.

كما أن الأطفال يمثلون الفئة الأكثر تضررًا من هذه الكارثة، إذ تحرمهم الحرب من الغذاء والتعليم والرعاية الصحية.

وتقارير طبية تشير، أن عددًا كبيرًا من وفيات الجوع الأخيرة تعود إلى أطفال دون سن الخامسة، وهي الفئة الأكثر هشاشة أمام الأمراض المرتبطة بسوء التغذية مثل الكوليرا والالتهابات المعوية.

تحذيرات لمستقبل غامض

المنظمات الدولية تحذر من أن استمرار القيود على المساعدات سيؤدي إلى تضاعف أعداد الوفيات خلال الأسابيع المقبلة، مع تحول المجاعة إلى واقع شامل يهدد حياة مئات الآلاف.

وفي ظل غياب أي أفق لحل سياسي أو إنساني عاجل، تبدو غزة على حافة كارثة غير مسبوقة، حيث يقف المجتمع الدولي أمام اختبار صعب: إما التدخل لوقف الجوع القاتل، أو القبول بصمت بموت أجيال كاملة تحت الحصار.