ذات صلة

جمع

تصعيد دموي يُبدد آمال قمة السلام بين موسكو وكييف

يستمر المشهد العسكري الروسي الأوكراني في التصاعد، وسط هجمات...

مجاعة مستمرة في غزة.. وتصعيد عسكري إسرائيلي يُلوح في الأفق

مع دخول الحرب في قطاع غزة منعطفًا خطيرًا، أعلنت...

مداهمة بولتون.. تبعات قانونية وسياسية لمؤسسة ترامب

شهدت الساحة السياسية الأمريكية تطورًا جديدًا مع مداهمة مكتب...

مداهمة بولتون.. تبعات قانونية وسياسية لمؤسسة ترامب

شهدت الساحة السياسية الأمريكية تطوراً جديداً مع مداهمة مكتب...

تصعيد دموي يُبدد آمال قمة السلام بين موسكو وكييف

يستمر المشهد العسكري الروسي الأوكراني في التصاعد، وسط هجمات متبادلة واشتباكات على جبهات عدة، في وقت تتضاءل فيه فرص عقد قمة سلام كان يعول عليها لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

رغم محاولات الوساطة الأميركية برعاية الرئيس دونالد ترامب، يبدو أن الطرفين متمسكان بخيارات التصعيد الميداني، ما يجعل الأفق السياسي أكثر انسدادًا.

مكاسب ميدانية روسية جديدة

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على قريتي سريدني وكليبان-بيك في إقليم دونيتسك شرق أوكرانيا، في خطوة تعزز تقدمها باتجاه مدينة كوستيانتينيفكا، التي تشكل عقدة لوجستية مهمة للجيش الأوكراني على الطريق نحو كراماتورسك.

كما أكدت موسكو استهدافها المجمع الصناعي العسكري الأوكراني ومراكز انتشار لمسلحين ومرتزقة أجانب، في وقت تواصل فيه الطائرات المسيرة الروسية هجماتها المكثفة، بالتوازي مع قصف صاروخي هو الأضخم منذ منتصف يوليو الماضي.

ضربات متبادلة وتوسع الهجمات

لم تقتصر الهجمات على الداخل الأوكراني، إذ أعلنت السلطات الروسية أن مسيرات أوكرانية استهدفت مقاطعة فولغوغراد ما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين بينهم طفل.

وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى إسقاط تسع مسيرات فوق مقاطعة بريانسك، إلى جانب تدمير سبع أخرى فوق روستوف وفولغوغراد وكراسنودار.

وفي المقابل، شهدت العاصمة الأوكرانية كييف سلسلة انفجارات قوية، فيما أعلن رئيس بلديتها فيتالي كليتشكو أن الدفاعات الجوية أسقطت أهدافًا متعددة خلال الهجوم، في مشهد يبرز استمرار المعارك الجوية كجزء رئيسي من الحرب المستمرة.

جهود أمريكية تتعثر

على الصعيد السياسي، فقدت المبادرة الأمريكية الأخيرة الكثير من زخمها، فبعدما أعلن الرئيس ترامب بداية الأسبوع أن نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي وافقا مبدئيًا على عقد قمة مباشرة، عاد ليصف جمعهما بأنه “كجمع الزيت بالماء”، ملمحًا إلى صعوبة إتمام اللقاء.

ترامب أكد أنه سيتخذ خلال أسبوعين “قرارًا مهمًا للغاية”، قد يشمل فرض عقوبات جديدة أو رسوم جمركية على روسيا، أو حتى التراجع عن أي خطوات عقابية والاكتفاء باعتبارها “معركة أوكرانيا”، كما لمح إلى إمكانية دعوة بوتين لحضور نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة إذا تحقق تقدم في المسار الدبلوماسي.

موسكو ترفض وكييف تشكك

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بدد الآمال بإمكانية عقد القمة، مؤكدا “عدم وجود خطة لأي لقاء”، ومكررًا خطاب الكرملين المتشدد بشأن شرعية الرئيس الأوكراني ومطالب موسكو الجوهرية.
بينما زيلينسكي، فأكد من جانبه أن بلاده “لا تملك أي اتفاق مع الروس”، مشيرًا إلى أن موسكو تتنصل من أي التزام سياسي وتواصل هجماتها.

زيارة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” مارك روته إلى كييف سلطت الضوء على ملف الضمانات الأمنية المحتملة لأوكرانيا، فقد شدد روته على ضرورة إيجاد صيغة تضمن التزام روسيا بأي اتفاق مستقبلي، ومنعها من محاولة التوسع مجددًا، لكن الكرملين أكد أن الحديث عن انضمام أوكرانيا للناتو أو وجود قوات أجنبية على أراضيها “خط أحمر” لا يمكن القبول به.

أفق سياسي مسدود

مع دخول الحرب عامها الرابع، يتزايد إدراك المجتمع الدولي أن النزاع لا يسير نحو تسوية قريبة، فالتصعيد العسكري الميداني، وتضارب مواقف الأطراف، وانعدام الثقة بين موسكو وكييف، كلها عوامل تجعل قمة السلام المرتقبة أقرب إلى المستحيل.

بينما يواصل المدنيون دفع ثمن الصراع من دمائهم وأمنهم، يبقى الأفق مفتوحًا على مزيد من المواجهات، في انتظار تحول سياسي غير متوقع قد يفتح نافذة ضيقة أمام مسار السلام.

spot_img