خلال الساعات القليلية الماضية، انطلقت عملية أمنية واسعة في مدينة السليمانية ضمن إقليم كردستان العراق، استُهدفت خلالها القيادة السياسية في حزب “جبهة الشعب”، قوات خاصة نفذت اعتقال زعيم الحزب، لاهور شيخ جينكي، في خطوة اعتبرتها السلطات ذات طابع أمني، لكنها تسببت بتطور سريع للأحداث إلى مواجهات مسلحة عنيفة داخل المدينة.
الجذور السياسية والتفاصيل للنزاع الداخلي
لاهور شيخ جينكي شغل منصب الرئيس المشارك في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني منذ فبراير 2020، قبل أن تتم إقالته في يوليو 2021 ضمن صراع داخلي على السلطة. جينكي أسس لاحقًا “جبهة الشعب”، في محاولة لجلب تنوع داخلي وتحدي المستقرين سابقًا .
رغم عدم وجود معلومات رسمية دقيقة حول السبب المباشر لاعتقاله، إلا أن الصراع بين قيادات PUK، خصوصًا بين جينكي وبافل طالباني (الحاكم الفعلي للحزب)، مكّن الخلفية السياسية من سناريو واضح لتدهور الأوضاع في السليمانية.
وحسب شبكة روادو الكردية، مقتل 3 أشخاص وإصابة 20 آخرين جراء اشتباكات تخللت اعتقال رئيس حزب “جبهة الشعب” لاهور شيخ جنكي في السليمانية بإقليم كردستان العراق.
وبحسب تقارير، فقد أصدرت محكمةُ تحقيقاتِ أمنِ السليمانية صباحَ الخميس، وفقًا للمادة 56 من قانون العقوبات العراقي، أمرًا بالقبض على لاهور شيخ جنكي، زعيم جبهة الشعب.
ويُشار إلى أنه منذ 21 أغسطس، صدرت مذكرة اعتقال بحق لاهور شيخ جنكي، وحاصرت قوة كبيرة منزله. وتقول المحكمة إن مذكرة اعتقال صدرت بحق لاهور شيخ جنكي.
السليمانية في قلب التقلبات الأمنية
السليمانية، المدينة الثانية في الإقليم، شهرت في السنوات الأخيرة بحالة سيولة سياسية دفعت بالأحزاب المحلية إلى تحسين قدراتها الأمنية، كما أن التحقيقات السابقة حصرت توقيف الأفراد بحكم قضائي فقط، لكن العمليات الأخيرة استخدمت قوات خاصة من خارج الأجهزة الرسمية المعتادة، الأمر الذي أثار هواجس من تدخلات مبطنة.
صراع داخلي يُترجم إلى اشتباكات مسلحة
الثورة السريعة للأحداث من مجرد اعتقال إلى اندلاع مواجهات مسلحة، تسلط الضوء على هشاشة التوازن السياسي في الإقليم، حيث التحالفات والتوترات الداخلية تتخذ أحيانًا مسارًا مُسلحًا للحل. عشية العملية، تصاعد التوتر مع انتشار قوات من “الوحدات الخاصة” وجهاز الأمن الزانياري في شوارع المدينة، دون التزام واضح بأطر قضائية معروفة.
الانفلات الأمني والمواجهات المسلحة في قلب السليمانية يُظهر هشاشة البنى السياسية وأجهزة الأمن أمام الصراعات الداخلية.
هذه التطورات تشكل اختبارًا لمرونة مؤسسات الإقليم في معالجة النزاعات دون زعزعة الاستقرار أو تخلي عن أطر الحكم القانوني.
كما أن اعتقال لاهور شيخ جينكي كشف خللًا داخليًا في النظام السياسي في إقليم كردستان، حيث الصراع الحزبي تطور سريعًا إلى اشتباكات مسلحة، مما يُهدد مؤسسات الحكم والهدوء العام في أحد أبرز مدن الإقليم.
