ذات صلة

جمع

ضغوط غربية تتصاعد.. تحركات سرية لتمرير قرارات بإيفاد مفتشين إضافيين إلى إيران

تشهد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا حراكاً متسارعاً...

ترامب ينفي نوايا التصعيد.. وغموض يلفّ التحركات العسكرية قرب فنزويلا

في وقت تتصاعد فيه التحركات العسكرية الأميركية قرب السواحل...

الجدل السياسي.. كيف ستؤمن المؤسسة الوطنية للنفط بليبيا مواقع الآبار الجديدة؟

مع إعلان الحكومة الليبية والوزارة المختصة عن أهداف طموحة...

ترامب ينفي نوايا التصعيد.. وغموض يلفّ التحركات العسكرية قرب فنزويلا

في وقت تتصاعد فيه التحركات العسكرية الأميركية قرب السواحل الفنزويلية، نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تكون واشنطن بصدد التحضير لعمل عسكري ضد كاراكاس، رغم سلسلة الاجتماعات التي عقدها مسؤولون في إدارته خلال الأيام الماضية.

ومع تزايد القلق الدولي من احتمالات التصعيد، يواصل البيت الأبيض التأكيد أن أي خطوات تُتخذ تأتي في إطار مكافحة تهريب المخدرات، لا في سياق شنّ عمليات داخل الأراضي الفنزويلية.

وتشير معلومات متطابقة إلى أن الإدارة الأميركية عقدت هذا الأسبوع ثلاثة اجتماعات مغلقة لبحث مستجدات الملف، وسط انتشار ملحوظ لقواتها في منطقة البحر الكاريبي وأميركا اللاتينية. غير أن ترامب شدّد في تصريحات للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أنه “لا يخطط لشن حرب”، وأنه “اتخذ قراره” دون الكشف عن طبيعته، مكتفيًا بالتأكيد على إحراز تقدم في جهود وقف شبكات التهريب.

تحركات بحرية وجوية تثير التساؤلات

برغم النفي الرسمي، تستمر واشنطن في تعزيز وجودها العسكري قرب فنزويلا، إذ دخلت مجموعة حاملة الطائرات “جيرالد فورد” المنطقة قبل أيام، مصحوبة بأكثر من 75 طائرة وطاقم يتجاوز خمسة آلاف جندي، إلى جانب غواصة نووية وعدد من السفن الحربية.

كما نشرت الإدارة قدرات جوية إضافية، من بينها طائرات “إف-35″، في أعلى مستوى من الحشد البحري الأميركي تجاه فنزويلا منذ سنوات.

وترافق هذه التحركات عمليات واسعة أعلنت عنها وزارة الدفاع الأميركية ضد قوارب تقول إنها مرتبطة بتهريب المخدرات، وأسفرت خلال الأسابيع الأخيرة عن مقتل عشرات الأشخاص وفق البيانات الرسمية. ورغم ذلك، تواجه واشنطن انتقادات دولية بسبب غياب الأدلة المُعلنة حول طبيعة هذه القوارب أو ارتباطها الفعلي بالجريمة المنظمة، وسط مخاوف من أن تكون هذه العمليات غطاءً لتحضيرات أوسع.

اجتماعات حساسة داخل البيت الأبيض

وبحسب مصادر مطّلعة، شارك في اجتماعات هذا الأسبوع مسؤولون رفيعو المستوى، بينهم نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين. وتفيد التسريبات بأن ترامب حضر بنفسه اجتماعًا عُقد في “غرفة العمليات”، حيث اطّلع على مجموعة من الخيارات المتعلقة بالوضع المتصاعد في فنزويلا، دون تحديد طبيعة تلك المقترحات أو اتجاهاتها.

وتعكس هذه الاجتماعات حالة من الانقسام داخل الإدارة حول كيفية التعامل مع ملف كاراكاس، خصوصًا في ظل اتهامات أميركية متكررة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بالارتباط بشبكات تهريب المخدرات. وكانت واشنطن قد رفعت في أغسطس الماضي قيمة المكافأة المرصودة للإبلاغ عنه إلى 50 مليون دولار.

كاراكاس تردّ بنشر واسع للقوات

في المقابل، أعلنت الحكومة الفنزويلية أنها رفعت مستوى استعدادها العسكري، وأطلقت عمليات انتشار واسعة للقوات في مختلف أنحاء البلاد. وتحدثت كاراكاس عن نشر وحدات برية وبحرية وجوية، وصواريخ ومنظومات دفاعية، إضافة إلى تعبئة قوات “الميليشيا البوليفارية” المكوّنة من مدنيين وعسكريين سابقين لدعم الجيش.

وأكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن واشنطن تسعى إلى “إسقاط حكومته”، مشيرًا إلى أن الخطوات العسكرية الأميركية الأخيرة لا يمكن فصلها عن “مساعٍ طويلة للتدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا”.

بين النفي والتحركات.. المشهد يزداد غموضًا

ورغم إصرار ترامب على نفي نية اللجوء إلى العمل العسكري، فإن توقيت وطبيعة الحشود العسكرية الأميركية يفتحان الباب أمام تكهّنات متعددة، خصوصًا أن واشنطن تواصل توسيع عملياتها البحرية في الكاريبي، بينما تصرّ كاراكاس على وصف ما يحدث بأنه “تهديد مباشر”.

ومع غياب إشارات واضحة حول الخطوة الأميركية المقبلة، يبقى الملف مفتوحًا على احتمالات تتراوح بين استمرار الضغوط وفرض حصار أوسع، أو الاكتفاء بعمليات محدودة تحت عنوان مكافحة التهريب.