أعلنت اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس إدانة الخطوات المتسارعة التي تهدف إلى عزل المدينة وتقييد سكانها، معتبرة أن إقرار مخطط الاستيطان في منطقة E1 يمثل خطوة خطيرة نحو حصار البلدة القديمة وعزلها عن محيطها الفلسطيني، في محاولة واضحة لتقويض قيام الدولة الفلسطينية واعتداء صارخ على حق الشعب الفلسطيني في تجسيد دولته المستقلة.
الإدانة كانت من خلال البيان الصادر عن الاجتماع العاشر للجنة، الذي عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية، وعضوية العراق بصفته رئيس القمة العربية الحالية، ودولة فلسطين، والجزائر والصومال كعضوين عربيين في مجلس الأمن، إلى جانب السعودية وقطر ومصر والمغرب وتونس، وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية.
استعراض التطورات والانتهاكات
وقد قدم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، عرضًا للتطورات الأخيرة في انتهاكات إسرائيل بالقدس، مشيرًا إلى جهود اللجنة منذ اجتماعها التاسع في إبريل الماضي، وما قامت به من اتصالات مع دول مؤثرة ومنظمات دولية للضغط على إسرائيل ووقف تجاوزاتها بحق المدينة المقدسة وسكانها والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
كذلك شدد الصفدي على أن هذه الاعتداءات تأتي بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، والتصعيد الخطير في الضفة الغربية، وهو ما يضاعف من خطورة المشهد ويدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر.
رفض تغيير الهوية الديموغرافية
وأكد أعضاء اللجنة رفضهم القاطع لكل الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف تغيير التركيبة السكانية والهوية التاريخية والدينية لمدينة القدس، وكذلك المساس بالأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.
كما تم اعتبار الممارسات انتهاك للقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية، فضلًا عن مخالفتها للرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية الذي شدد على ضرورة إنهاء الاحتلال وبطلان ضم الأراضي المحتلة.
معاناة الفلسطينيين في القدس
من جهته، قدم وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني فارسين شاهين إحاطة شاملة حول الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وفي مقدمتها سياسات الاستيطان والتهويد والاعتقال والقتل والتهجير، إضافة إلى هدم المنازل ومصادرة الأراضي ومحاولات طمس الهوية العربية لمدينة القدس.
وأشار إلى ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من اقتحامات يومية متزايدة من قبل جماعات يهودية متطرفة تحت حماية قوات الاحتلال، تتخللها شعائر ورموز دينية، في مسعى لفرض تقسيم زماني ومكاني للمسجد، بالتوازي مع تكثيف الحفريات غير القانونية أسفله.
التحذير من مخطط E1
ونبّه الوزير الفلسطيني إلى خطورة تنفيذ مخطط الاستيطان الاستعماري في منطقة E1، الذي يسعى إلى فصل القدس المحتلة عن محيطها الفلسطيني وتجزئة الضفة الغربية إلى جزر معزولة، وهو ما يقوض أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا، ويؤجج الصراع في المنطقة.
ودعا إلى تحرك عربي ودولي أكثر فاعلية لوقف هذه السياسات، والعمل على محاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
واختتمت اللجنة اجتماعها بتجديد الإدانة الشديدة للتصعيد الإسرائيلي غير المسبوق ضد المسجد الأقصى المبارك، ولجميع الانتهاكات التي تستهدف عزل القدس عن هويتها الفلسطينية الأصيلة، مؤكدة أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة أولويات العمل العربي المشترك، وأن مواجهة السياسات الإسرائيلية باتت مسؤولية جماعية لا تحتمل التأجيل.
