كُشف تقرير موقع ”لوريون لوجور“ الفرنسي، أنّ تركيا تعمل على إيجاد موطئ قدم لها في لبنان عبر ”القوة الناعمة“ وبث شبكة علاقات مع أوساط سنيّة، مفسرًا كيفية استخدام مَن أسماهم التقرير ”بيادق“ أنقرة لتحقيق مطامع أردوغان في التوسع ودعم نفوذه في المنطقة. وأكد التقرير أنه ”لا يزال من الصعب التحقق من مثل هذه المزاعم، خصوصًا أن أنقرة لا تمتلك في بلاد الأرز أجندة سياسية راسخة، ومع ذلك فقد أقام الأتراك ببطء ولكن بثبات شبكات وروابط على مستويات مختلفة مع المجتمعات السنية في جميع أنحاء لبنان“، وفق قوله.
وأشار التقرير لطرق ووسائل متعددة تتبعها تركيا في هذا السياق، بتقديم المنح الدراسية والانخراط في الأنشطة الثقافية حيث تمتد استثمارات تركيا في لبنان إلى المجتمع السني بأكمله، ومن المقرر افتتاح مستشفى تركي في مدينة صيدا قريباً فيما تم توزيع آلاف المنح الجامعية.ووَفْق التقرير يُشكل منح الجنسية محورًا رئيسيًا لهذه السياسة، إذ أعلن وزير الخارجية التركي خلال زيارة لبيروت، أن الرئيس أردوغان قد أصدر تعليماته لمنح الجنسية لجميع اللبنانيين التركمان أو من أصل تركي. و بالرغم من ذلك كان لتركيا تأثير متزايد داخل المجتمع السني ، وأضاف التقرير أنه على سبيل المثال يتعرض الأرمن لضغوط متزايدة حيث ظهر الآلاف من المتظاهرين المؤيدين لتركيا في مسيراتهم وهم يلوحون بالأعلام التركية ويرددون شعارات خطيرة للغاية. كما يقوم أنصار تركيا بترهيب الإعلامي الأرمني المعروف نيشان الذي انتقد أردوغان، ووجهوا تهديدات وإهانات للأرمن اللبنانيين.
وتسلط هذه الحالات الضوء على المخاطر التي قد تنشأ من تفاقم النفوذ التركي في بلد تشترك فيه معظم الأقليات في وجهة نظرها وموقفها من الحكم العثماني الذي تعتبره مرحلة مؤلمة. وأشار التقرير إلي أنه ”حتى الآن امتنعت أنقرة عن دعم حزب سياسي واحد مثل النسخة اللبنانية من جماعة الإخوان المسلمين، الجماعة الإسلامية، ربما بهدف البقاء فوق السياسات الحزبية والاحتفاظ بالدعم الشعبي بين أوسع شريحة ممكنة من المجتمع السني“. كما أقام رئيس المخابرات التركية والمقرب من أردوغان، هاكان فيدان، علاقات وثيقة مع مدير الأمن العام عباس إبراهيم، و وفقًا للتقرير ذاته: إنّ تركيا لم تتدخل بشكل مباشر في السياسة اللبنانية، لكن ذلك قد يتغير بعد الانفجار في مرفأ بيروت، وبالتالي يمكن تفسير زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان في أعقاب الانفجار ومبادرته لإنهاء المأزق السياسي في البلاد، جزئيًا، على أنها محاولة لمنع تركيا من الحصول على موطئ قدم آخر في البحر المتوسط.