تجمع حوالي أربعين امرأة في أفغانستان، وذلك لتنظيم احتجاجات أمام وزارة التعليم، للمطالبة بحقهن في التعليم والعمل، وصاروا يهتفن خبز وعمل وحرية، والعدل العدل سئمنا الجهل، وحملوا لافتات مكتوب عليها 15 أغسطس يوم أسود، وذلك في إشارة إلى يوم هيمنة طالبان على الحكم في البلاد بقوة السلاح.
وعلى الفور قام مجموعة من المسلحين التابعين لحركة طالبان بإطلاق الرصاص على هذه التظاهرات وتفريقها بعد خمس دقائق فقط من بدايتها، وإغلاق جميع الطرق على هؤلاء النساء وقاموا بضربهن بالبنادق وصادروا هواتفهن.
وهذه ليست أول مرة تخرج فيها النساء بمظاهرات للمطالبة بحقوقهن في العيش حياة كريمة وآمنة ويحصلن على حقهن في التعليم والعمل، ففي أكتوبر 2021، نزلت حوالي عشر نساء في كابول، للتنديد بصمت المجتمع الدولي حول ما يحدث لهن من قمع، وحملن لافتات مكتوب عليها الحق في التعليم والعمل، ولماذا يراقبنا العالم بصمت.
وفي أغسطس 2021، قامت مجموعة بسيطة من النساء وهن يرتدين عباءات سوداء ويغطين شعورهنّ بحجاب أسود، في مظاهرة نسائية بكابول، وهتفن ضد الظلم الذي يعانونه بعد سيطرة طالبان على الحكم.
وتتعرض المرأة الأفغانية للاضطهاد في ظل حكم طالبان، حيث أصدرت الحركة مرسوما فرضت فيه على النساء تغطية وجوههن، وارتداء البرقع التقليدي، وإذا لم تتبع المرأة هذه القواعد فسيتم زيارة ولي أمرها وإبلاغه وسجنه وإصدار حكم عليه في النهاية.
كما حُرمت الفتيات من التعليم الثانوي، وأجبرت النساء على البقاء في المنزل، فهم يرون المرأة للزواج والإنجاب وتربية الأطفال فقط، وعدم الذهاب لأي رحلات دون وجود أقاربهن بصحبتهن، وعدم لبس أي لباس ضيق.
كما فرضت الحركة حظرًا على النساء ومنعتهم من التنقل لمسافات طويلة تزيد عن 72 كلم باستخدام وسائل النقل دون مرافقة أحد أقربائهن في مرسوم صادر عن ما تسمى بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لطالبان، في قرار يهدف بشكل أساسي لتحويل النساء إلى سجينات تغلق في وجههن فرص التحرك بحرية للسفر دون رفيق بحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش”.
ويرى مراقبون، أن تظاهرات المرأة سوف تزداد في الفترة القادمة بسبب زيادة القيود عليهن، كما يتوقع أن تقلب هذه التظاهرات الطاولة على الحركة وإسقاطها خلال الفترة المقبلة جراء تزايد حملات القمع لطالبان ضد المرأة على عكس ما تعهدت به بعد وصولها إلى سدة الحكم في أفغانستان.