تتجدَّد بين الحين والآخر مظاهرات واحتجاجات في الشارع الإيراني، لنقص مياه الشرب، وعدم قدرة نظام وحكومة الملالي على حل هذه الأزمة، فالبلاد تواجه موجات الجفاف الحاد خلال السنوات الأخيرة.
حيث تجمع المحتجين في إيران خلال الأيام الماضية بعد انقطاع إمدادات المياه منذ أكثر من أسبوع وسط الجفاف المستمر، أمام مكاتب حكومية في وسط المدينة مطالبين المسؤولين بالاستقالة بسبب سوء إدارة موارد المياه بالمحافظة، وقال السكان إنهم لم يحصلوا على مياه تقريبًا ولمدة ثمانية أيام بعد أن جف السد الذي يزودهم بالمياه، وسعت الحكومات المحلية إلى توزيع المياه المعبأة.
وقال رضا قاسمي فرزاد، حاكم مدينة همدان: إنه ما بين 80 إلى 93% من موارد المياه الحالية يستهلكها القطاع الزراعي.
كما اعترفت السلطات الإيرانية بفشلها في مواجهة هذه الأزمة، وقال صادق ضياء، رئيس إدارة الجفاف والأزمات في هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية، إنه اعتبارًا من أواخر مارس، تشهد 92٪ من إيران ظروف الجفاف، حيث إن البلاد شهدت انخفاضًا في هطول الأمطار بنسبة 28% مقارنة بالعام الماضي.
وفي السياق ذاته صرح وزير الطاقة الإيراني، بأن المشكلة الرئيسية لأزمة المياه في المحافظات المختلفة ترجع إلى إهمال الحكومة في تطوير البنية التحتية لإمدادات المياه، حيث إن هناك مشكلة توفير مياه الشرب في الأسابيع الأخيرة في بعض مناطق البلاد، مثل همدان وتشهار محال وبختياري والمشكلة الأساسية في الإمداد هي مسألة البنية التحتية واستكمال الاستثمار لتوفير مياه شرب مستدامة في هذه المناطق.
كما أنه في سبتمبر الماضي، شهدت 300 مدينة نقصًا في المياه، نتيجة تقصير في عمل الحكومة منذ ما يقرب من 20 عامًا في همدان، حيث كان مخططًا في مدينة وهران تنفيذ مشروع نقل المياه منذ سنوات عديدة، ربما منذ 17 أو 18 عامًا، لكن تم إحراز تقدم في هذا المشروع بنسبة 30%.
وبررت السلطات الحاكمة في إيران أزمة انعدام المياه الصالحة للشرب بسبب الفيضانات التي شهدتها البلاد مؤخراً والتي أسفرت عن زيادة الملوحة في مياه نبع كوهرانج التي تعد من أهم الينابيع الحيوية في محافظة جهار محال وبختياري.
والجدير بالذكر أن المتظاهرين كانوا يرددون الموت لرئيسي، وعار على المسؤول إذا لم يترك الكرسي، ولا تُنال الحقوق إلا بالاحتجاج والنزول للشوارع.
وتوقع مراقبون، استمرار موجة الاحتجاجات خلال الفترة المقبلة اعتراضًا على الجفاف في البلاد والذي تسبب في تفكير النظام في نقل المياه من بعض الأقاليم إلى قلب طهران، في مشاريع وُصفت بالفاشلة ما يُهدِّد الملالي بالانهيار في الفترة المقبلة.