ما زالت قضية قطر وشركة إيرباص العالمية تجذب اهتمامًا عالميًا واسعًا، خاصة بعد أن وافق قاضٍ بريطاني على منح شركة الخطوط الجوية القطرية حق الحصول على محاكمة سريعة نسبياً ضد “إيرباص” في نزاع حول سلامة الطائرات، لكنه رفض عدة دعاوى إجرائية تشمل محاولة من الشركة لتقسيم القضية إلى جزأين، وهو ما يعني خسارة الدوحة دعاوى إجرائية.
وفي تقرير بعنوان “الخطوط الجوية القطرية وإيرباص لديهما كل شيء للعب في المحاكمة القانونية لعام 2023 – مع وجود مليار دولار على المحكّ”، أفرد موقع “Gulgnews” تقريرا موسعا استعرض فيه تفاصيل وتطورات الصراع، إذ أكد أن لدى كل من الخطوط الجوية القطرية وإيرباص أسبابًا للرضا بعد أن قرر قاضٍ في محكمة بريطانية أن “المحاكمة السريعة” ستكون الطريقة الصحيحة لتسوية النزاع المرير بين الاثنين.
وأشار الموقع الإنجليزي إلى أن النزاع يعود أصله إلى مهمة الطلاء التي تم إجراؤها على طائرات إيرباص A350 التي تم تسليمها – وعند الطلب – إلى شركة الطيران القطرية، وستستمر المحاكمة الآن في صيف عام 2023.
وقالت الخطوط الجوية القطرية إنها “مسرورة للغاية” بقرار المحكمة، مضيفة: “لقد دخلنا في هذه العملية لتأمين تجربة عاجلة وكشف مبكر من شركة إيرباص ، الأمر الذي سيعطينا نظرة ثاقبة على الطبيعة الحقيقية لتدهور السطح الذي يؤثر على طائرات A350.. سنتمكن أخيرًا من تقييم سبب الضرر الذي لحق بطائراتنا وستوفر المحاكمة العاجلة حلاً سريعًا لهذا النزاع غير المسبوق.”
وزعمت شركة الطيران القطرية، التي تطالب بتعويض قدره مليار دولار من شركة إيرباص ، في مارس، أن طبقات الطلاء على طائرات A350 تضررت بشكل خطير ، مما عرّض نظام الحماية من الصواعق للرياح والعوامل الجوية ، مما جعل خزانات الوقود عرضة للاشتعال.
كانت الخطوط الجوية القطرية قد أوقفت في وقت سابق أكثر من 20 طائرة A350 بسبب تآكل الطلاء – كما توقفت الشركة عن تلقي المزيد من شحنات الطائرات، واتسع النزاع ، وهو نزاع نادر بالنسبة لصناعة الطيران ، في يناير عندما ألغت شركة إيرباص صفقة منفصلة لشراء 50 طائرة من طراز A321neos.
وعند إصدار أمر “المحاكمة العاجلة” ، رفض القاضي أن يأمر صانع الطائرات الأوروبي بالتوقف عن محاولة تسليم المزيد من طائرات A350 إلى الخطوط الجوية القطرية، وهذا مهم جدًا بشأن الامتناع عن إعادة بيع الطائرات التي لم يتم تسليمها، وهذا يعني أنه يمكن للشركة محاولة تفعيل شروط الدفع حيث يتم بناء المزيد من الطائرات كجزء من طلب الخطوط الجوية القطرية.
ويمكن أن تحاول شركة إيرباص أيضًا بيع طائرات A350 التي رفضتها الخطوط الجوية القطرية للآخرين، إذ قال مصدر بالصناعة: “يبدو واضحا أن إيرباص لديها متعاقدون لهذه الشركات مثل ITA Airways الإيطالية و Air India.. المحاكمة السريعة ستكون مثالية لكلا الطرفين.”
ومن ناحيته، قال ويلي والش ، المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) خلال فترة إحاطة إعلامية في يناير: “لكنني لا أعتقد أن أي شخص قد رأى مشكلة بهذا السوء مثل هذا.. ستراقب الصناعة بعناية كيف يحدث هذا ، وكيف تستجيب شركة إيرباص لعملائها.”
وسبق أن قررت قطر منع تحليق أكثر من 20 طائرة من طراز إيه 350 بعد أن كشف تآكل طبقة الطلاء الخارجية وجود تلف أو فجوات في الشبكة المضادة للصواعق، إذ قالت إن هذا يثير تساؤلات بخصوص سلامة الطائرات المعنية، ورفضت استلام المزيد من طائرات هذا الطراز قبل إجراء المزيد من التحليل وطلبت مليار دولار تعويضا.
وفي نهاية الشهر الماضي، قال مصدران مطلعان إن شركة إيرباص ألغت عقد شراء طائرة A350 ثالثة طلبتها الخطوط الجوية القطرية بعد أن رفضت شركة الطيران التسليم في نزاع مستمر بشأن الأضرار التي لحقت بسطح الطائرات طويلة المدى.
وأضافا أنه بذلك وصل عدد طائرات A350 التي أوقفتها شركة الطيران في النزاع على الحماية من الصواعق المكشوفة والمتضررة إلى 23 طائرة، مما رفع قيمة التعويض الذي تطالب به شركة النقل إلى ما يزيد قليلاً عن مليار دولار، وفقا لوكالة “رويترز” العالمية.
ويتنازع الجانبان لأكثر من عام بشأن الأضرار المتسارعة للسطح التي تقول شركة الطيران إنها تثير تساؤلات حول سلامة الطائرات ، مع قيام المنظم القطري بإيقاف الطائرات مع ظهور المشكلة.
ونفت شركة إيرباص ، المدعومة من قبل منظمتها التنظيمية ، أي مشاكل تتعلق بالسلامة ، واستجابت لرفض قطر أخذ المزيد من طائرات A350 حتى يتم حل المشكلة بإلغاء صفقات طائرات A350 التي لم يتم تسليمها ، واحدة تلو الأخرى ، وإلغاء عقد منفصل لطائرة A321neos.
ذكرت بلومبيرج نيوز في وقت سابق أن شركة إيرباص تخطط لتأجيل زيادة مخططة في إنتاج A350 بسبب التأثير المشترك للحرب الأوكرانية والنزاع القطري.
وقالت الخطوط الجوية القطرية إن العيوب السطحية في طائرات A350 التابعة لشركة إيرباص SE تتسبب في خطر اشتعال خزانات الوقود، مما يصب في مزاعمها بأن السلامة على المحك في نزاعها القانوني الحاد مع شركة تصنيع الطائرات.
وأوضحت “بلومبيرج” أن الخطوط الجوية القطرية كانت تحظى بدعم منظم سلامة الطيران المحلي ، لكن وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي قالت إن الطائرة صالحة للطيران.
وقال متحدث باسم شركة “ايرباص” إنها “ترفض سوء فهم الخطوط الجوية القطرية المستمر والعلني لطبيعة هذه القضايا وتأثيرها على صلاحية الطائرة A350 المستمرة للطيران”، مؤكدا أن صانع الطائرات عمل مع EASA منذ البداية وما زال يفعل ذلك.
ويأتي ذلك بعد أن رفضت الخطوط الجوية القطرية دفع 220 مليون دولار، لـ “إيرباص”، تعويضا عن عدم قبولها استلام طائرات A350.
وفي يناير الماضي، كشفت وثيقة محكمة أن شركة الخطوط الجوية القطرية طالبت شركة “إيرباص” لصناعة الطائرات بتعويض قدره 618 مليون دولار، في إطار خلاف بسبب تآكل سطح طائرات إيه 350، وهي صفقة فاشلة عقدتها قطر دون التأكد من سلامة تلك الطائرات وإهدار أموال الشعب، لتحاول من خلال ذلك تعويض خسائرها وانهياراتها الاقتصادية الضخمة خلال العام الماضي.
كما أن شركة “إيرباص” أيضا تطالب كذلك بتعويض إضافي قدره 4 ملايين دولار عن كل يوم توقفت فيه الدوحة عن تشغيل طائراتها من هذا الطراز، وعددها 21 طائرة، بأمر من الجهات التنظيمية القطرية، ما تسبب في هذا العيب الذي يشمل تآكلا وثقوبا في السطح الواقي من الصواعق.
وظهرت تلك الأزمة منذ أشهر بسبب أضرار بالأسطح، منها ما لحق بالطلاء وطبقة أساسية تحمي من الصواعق، والتي تقول الخطوط الجوية القطرية إنها دفعت الهيئة التنظيمية المحلية حتى الآن إلى وقف تحليق 21 طائرة.